رؤية السيسي أم رؤية الشرع لحل قضية فلسطين؟!

بقلم: المهندس عادل البريم *

عن الراية:

 قال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروماني كلاوس يوهانس إنه استعرض خلال اللقاء رؤية مصر الخاصة بالتسوية السلمية للأزمات العربية، ومن بينها "تسوية الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) تسوية عادلة وشاملة تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه". (الوطن العربي).

يحاول السيسي أن يشتري رضا أسياده في أمريكا وإقناعهم بجدوى التمسك به حاكما لمصر التي لم تخبُ نار ثورتها بعد، من خلال تنفيذه سلسلة من السياسات الإجرامية في حق شعبها المكلوم الذي أوصد في وجهه كل أبواب الحياة الكريمة وأبقى بابا وحيدا له هو باب السجون والمعتقلات السرية الرهيبة التي تخرج لنا يوميا قتلى من شباب الكنانة.

كما يسارع السيسي الخطا في تنفيذ سياسات أمريكا الإقليمية ودعم أزلامها سياسيا وعسكريا للانقضاض على ثورات الربيع العربي، وخلق نفوذ أمريكي في هذه المناطق الثائرة، كما هو الحال في دعم حفتر في ليبيا والمجلس العسكري في السودان.

أما أكثر الملفات أهمية لدى السيسي حاليا ويعمل كل ما في وسعه لإنجاحه فهو ملف القضية الفلسطينية نظرا لما تمثله من أهمية لأمريكا وربيبها كيان يهود الغاصب، فهو يلعب لعبة تدويخ للفصائل الفلسطينية من خلال ابتزازها والضغط عليها منذ سنوات كي يفقدها قدرتها وبوصلتها، لتسير وفق توجهاته وإملاءاته، من خلال إحكام حصاره على قطاع غزة وإغلاق معبره البري وهو نافذته الوحيدة نحو العالم، كما أن إمساك مخابرات السيسي بملف القضية الفلسطينية يمنحها الفرصة للضغط على الفصائل من خلال لقاءاتهم الدورية تحت عناوين مختلفة كملف المصالحة والتخفيف من أزمات غزة الإنسانية...

ما إن ألمح ترامب لرؤيته لحل القضية الفلسطينية من خلال ما بات يعرف بصفقة القرن، والتي تقتضي تشكيل تحالف يجمع بين كيان يهود والدول العربية لدرء المخاطر المزعومة التي تهدد المنطقة جراء السياسة الإيرانية التوسعية، حتى نشطت الدبلوماسية المصرية لتسويقها، ولعل مشاركتها في ورشة البحرين بشكل سافر رغم ما تلاقيه هذه الورشة الاقتصادية من معارضة شديدة من كل الأوساط الشعبية في المنطقة، وحتى من بعض الحكام لاختلاف أجندتهم السياسية مع الخطط الأمريكية، لهي خير دليل على ذلك.

إنّ سير حكام مصر بلا قيد أو شرط وتفريطهم في قبلة المسلمين الأولى، بدءاً من عهد عميل أمريكا عبد الناصر، ثم جاء السادات فجعل سياسة مصر تجاه القضية الفلسطينية كالريشة تتطاير وفق الرياح الأمريكية بحجة أنّ 99% من أوراق قضيتها بيد أمريكا! وها هو السيسي وبقية حكام المنطقة يحاولون الإجهاز على قضيتها والحفاظ على أمن كيان يهود الذي علا وتجبر في المنطقة بقتله وتشريده للعباد وتدنيسه لقبلة المسلمين الأولى، وذلك من خلال تنكر الحكام لإسلامهم وانخراطهم في محاربته تحت مسمى محاربة (الإرهاب)، وذبح شعوبهم على مسلخ المصالحة الاستعمارية الغربية كي تبقى البلاد خالصة لهم، ومن خلال محاولاتهم الدؤوبة لعدم انطلاق المارد الإسلامي من قمقمه.

ولكن ذلك لن يضر الله شيئا، بل إنه سيسرع في محاولة انقضاض الشعوب على كراسي الحكام المهترئة في كل لحظة من اللحظات، بسب خيانتهم لدينهم وبلادهم، وانبطاحهم أمام غطرسة الغرب ويهود، لا فارق بين المطبعين منهم والممانعين، لأنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا خير فيهم، لا في حربهم ولا في سلمهم، وهم حيثما حلوا أو ارتحلوا جلبوا مزيدا من المصائب لشعوبهم.

وأخيرا نقول إنّ حل قضية فلسطين لا يكون إلا برؤية إسلامية، فقضية فلسطين هي قضية عقدية تهم أمة الإسلام برمتها، فهي مربوطة بسورة الإسراء في القرآن الكريم المحفوظ بحفظ الله، والتي لن تستطيع كل قوى الأرض جميعا أن تحذف آية منه مهما تضافرت جهودهم الشيطانية.

إنّ على أهل فلسطين الكفر بكل المخططات الأمريكية سواء أكانت وفق حل الدولتين أم وفق صفقة القرن الاقتصادية المنفصلة عن العملية السياسية أو المتوافقة معها، وأن يعلموا أن قضيتهم إسلامية خالصة منذ فتحها فاروق هذه الأمة رضي الله عنه، وأن سبيل حلها لا يكون إلا كما أمر الله سبحانه وتعالى ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ وليس وفق تطلعات ترامب ولا أماني يهود.

 

وكما أنّ تهويد القدس بمباركة الحكام المجرمين وانخراطهم في تحالف إجرامي آثم سيحفّز الشعوب لتحطيم خشبهم المسندة وإزالة كيان يهود ورجسه من الأرض المباركة فلسطين وإعادتها عزيزة لحضن الأمة الإسلامية لتتخذ من قدسها حاضرة للخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله. وما ذلك على الله بعزيز.

·       عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين