بقلم عبد الرحمن يوسف
رحم الله الشاعر الأندلسي حين قال :
 أسماء مملكة في غير موضعها .... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
ترى ما عسـاه يقول لو رأى حالنا وحال "مملكتنا العظمى" وألقابنا في هذه الأيام؟
نشـر موقع وكالة معا الإخبارية نص حوار أجري مع "النائب العام"، وكان الحديث تحت عنوان:   ( النائب العام لا يستطيع أن يطبق القانون ولا يحقق في أموال منظمة التحرير ) والسؤال الذي يطرح نفسه: إذن ماذا يفعل النائب العام ... ؟؟؟
يغلق إذاعة القرآن الكريم لأنها لم تدفع الرسوم إلى خزينة لا أحد يعرف مدخولاتها أو مصروفاتها. ويمثل السلطة في المحاكم التي لا سلطان لها على أجهزتها الأمنية التي تعتقل من تشاء وتفرج عمن تشاء. لا يعلم أين ذهبت أموال أهل فلسطين التي كانت تديرها المنظمة لحين وجود "الدولة"، وعندما وجدت "الدولة" لم يجد النائب العام من يشتكي فسقط الحق وضاعت الأموال.
ألا ترى يا سيادة النائب العام أن القانون ترسمه عربات الاحتلال وهي تتجول حيث تشاء، لا يعترضها عقيد ولا عميد - على كثرتهم - في بلد "المليون عقيد"، وهي تدخل حتى إلى ملفات المحاكم وما يسمى وكلاء النيابة تفعل بها ما تريد؟ أم لعلك لم تسمع أنهم قبل أيام فقط دخلوا إلى إحدى المحاكم وعبثوا بكل شيء دون أن نسمع عمن يعترض على سيادة القانون؟ وأي قانون هذا الذي يشرعه نواب معتقلون ؟؟؟
كل مواطن يعيش على هذه الأرض المباركة يدرك أن النائب العام لا يستطيع أن يطبق القانون هذا إن وجد قانون، وإن وجد من لديه المؤهلات لتطبيق القانون. ولعل هذا يقودنا إلى أصل الحقيقة، وهي وإن كانت بديهية يعرفها الجميع ولكن لا أحد يريد ذكرها. الحقيقة البديهية هي أن من لا يملك السيادة على الأرض، لا يصدر قانونا، فهل تملك السلطة سيادة من أي نوع حتى تصدر قانونا ... ؟؟؟ رئيس السلطة يقول صراحة أنه بحاجة إلى إذن للخروج أو الدخول إلى رام الله، وأنه .... وأنه ... فهل بقي بعد هذا الكلام ما يقال ... ؟؟؟
لا أظنه يخفى على أحد أن الاحتلال رسم لنا "دولة" على الورق، لينطلق اللاهثون خلف الكراسي والمناصب والألقاب والرتب، والأموال المشبوهة، يحدثون الناس صباح مساء عن الدولة ومؤسساتها، وبرلمانها، ووزاراتها ووزرائها، ومكاتبها وسياراتها الفارهة والمصفحة، وعن أمنها المزعوم وعقدائها، وعن ... وعن ... ويتنافسون بل يتناحرون ويقتتلون على تلك "الدولة" الوهمية، فصار لدينا بحمد الله "دولتان". فهل بقي بعد هذا الحال ما يقال ...؟؟؟
الحقيقة المرّة التي يتذوقها المواطن في كل يوم، بل في كل لحظة أن هذه السلطة تكذب على نفسها وتريد من الناس أن يصدّقوها. تكذب وهي تعلم أنها تكذب، وتكذب وهي تعرف أن الناس يعلمون أنها تكذب، وتكذب وهي تعلم أن المصفقين لها ومرتزقتها يكذبون عليها. فهل بعد الحال الذي وصلنا إليه من حال ... ؟؟؟
متى يستفيق المصفقون والمطبلون واللاهثون وراء زمرة الكذابين هذه؟ متى يدركون أن الدنيا لا تغني من الآخرة شيئا ويتوبون مما هم فيه؟ متى يدركون أن زمرة الكذابين سوف تتبرأ منهم يوم الحساب العظيم مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة :             
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ .وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} .
 عسى الله أن يرحمنا ويغير ما بنا من حال إنه سميع مجيب.
26/12/2010