مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له القسم الأول

مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له
القسم الأول
(أحكام عامة، نظام الحكم، النظام الاجتماعي)

 

الطـبـعـة الأولى
1382هـ - 1963م

الطـبـعـة الثـانيـة
(معتمَدة)
1430هـ - 2009م

(نسخة محدثة بتاريخ 2021/05/07م)

تحميل الكتاب

تحميل الكتاب

محتويات/فهرس الكتاب              اقرأ في هذا الكتاب
أحكام عامة
نظام الحكم
الخليفة
كيفية البيعة
المعاونون
معاون (وزير) التنفيذ
الكتب الموجهة إلى الرعية بشكل مباشر
العلاقات الدولية
الجيش أو الجند
أجهزة الدولة الأخرى غير الجيش
الولاة
أمير الجهاد: دائرة الحربية - الجيش
الأمن الداخلي
دائرة الخارجية
دائرة الصناعة
القضاء
الجهاز الإداري
اليسر
السرعة في الإنجاز
الكفاءة
بيت المال
قسم الواردات
قسم النفقات
الإعلام
مجلس الأمة (الشورى والمحاسبة)
النظام الاجتماعي
 

أحكام عامة
المادة 1: العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية.

تنشأ الدولة بنشوء أفكار جديدة تقوم عليها ويتحول السلطان فيها بتحول هذه الأفكار، لأن الأفكار إذا أصبحت مفاهيم - أي إذا أدرك مدلولها وجرى التصديق بها - أثرت في سلوك الإنسان، وجعلت سلوكه يسير بحسب هذه المفاهيم، فتتغير نظرته إلى الحياة، وتبعاً لتغيرها تتغير نظرته إلى المصالح. والسلطة إنما هي رعاية هذه المصالح والإشراف على تسييرها.

ولذلك كانت النظرة إلى الحياة هي الأساس الذي تقوم عليه الدولة، وهي الأساس الذي يوجد عليه السلطان، إلا أن النظرة إلى الحياة إنما توجدها فكرة معينة عن الحياة، فتكون هذه الفكرة المعينة عن الحياة هي أساس الدولة وهي أساس السلطان. ولما كانت الفكرة المعينة عن الحياة تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات، كانت هذه المجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات هي التي تعتبر أساساً، والسلطة إنما ترعى شؤون الناس وتشرف على تسيير مصالحهم بحسب هذه المجموعة؛ ولذلك كان الأساس مجموعة من الأفكار وليس فكرة واحدة، وهذه المجموعة من الأفكار قد أوجـدت بمجـمـوعـهـا النظرة إلى الحياة، وتبعاً لها وجدت النظرة إلى المصالح وقام السلطان بتسييرها حسب هذه النظرة. ومن هنا عرفت الدولة بأنها كيان تنفيذي لمجـمـوعـة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس.