لقد ضرب الشاب وليد، أحد شباب حزب التحرير، أروع مثال في الثبات على الحق، والحرص على حملة الدعوة، وكان الحزب وسلامته أعز عليه من نفسه، فدفع ثمناً لسكوته وامتناعه عن إعطاء معلومات قد تضر بالحزب، 20 يوماً من الحبس، قضى منها 14 يوما في الزنزانة. وإليكم تفاصيل القصة.
هذه قصة الشاب زياد، أحد شباب الحزب التحرير الذي حيًر بمواقفه وثباته المحققين، فلم يكن من المحقق في نهاية المطاف وبعد 12 يوماً من الصمود والتحدي إلا أن ينحني إكباراً له ولإخوانه ممن كانوا معه من شباب الحزب، ليقول لهم: "هنيئاً لقيادتكم بكم، هنيئاً للشباب الذين رفضوا التوقيع حتى على ورقة الأمانات رغم 12 يوماً من الاحتجاز، مع تمنياتي أن تكون قياداتكم مثلكم."
وإليكم تفاصيل الاعتقال والذي تعرض فيه زياد إلى الضرب والاعتداء الذي لم يزده إلا صلابة..
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، أبو كنانة رجلٌ قرأ هذه الآية وأبى إلا أن يكون من هؤلاء الناس الذين ثبتوا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، بل إنّ مواقفه كانت كالسهام التي تصيب الباطل في كبده فتوغل فيه، وما أكثر هذه السهام في كنانة أبي كنانة!.
لقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، منةً منه ورحمةً، حيث قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ}.
وفي هذه القصة سنرى كيف ثبت الله الشاب خليل، أحد شباب حزب التحرير، وآتاه حجة ولساناً فصيحاً، لم يجد أزلام السلطة ومحققوه إلا أن يصمتوا أمام حجته، أو يبهتوا..
حامل الدعوة تدور حياته وكل شؤونه حول الدعوة، فهو يجعل من الدعوة مركزاً لتنبهه ولا يقدم حياته ومصالحه الخاصة على الدعوة مطلقاً، وهذا هو ما كان عليه خالد، حامل الدعوة الذي آوى وجعل من محله محطة لحمل الدعوة دون أن يخشى صنيع الظالمين أو التهديد بإغلاق محل عمله، فكان من ضمن أعماله أن استضاف بعض شباب الحزب الذين طاردتهم أجهزة السلطة بعد منعها محاضرة للحزب في إحدى المدن.
الاعتقال التعسفي من داخل محله
دون سابق إنذار وبلا أدنى مبرر قانوني، اقتحمت الأجهزة الأمنية المسعورة محل خالد..
قد يظن بعض الناس أنّ مداهنة ومهادنة من بيده القوة تنجيه أو تخفف عنه مصابه، فيغفل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، وهذه قصة الشاب علي، أحد شباب حزب التحرير، نضعها بين يدي القراء الأعزاء، ليروا كيف أخذ بالتقوى والعزيمة والهمة العالية دون أن يضره ذلك شيئا، فجسد بموقفه حديث رسول الله ويقينه بأنّ المكتوب لا مفر منه ولا هروب.