حزب التحرير: إرادة الأمة وجيوشها مكبلة تجاه تحرير فلسطين بسبب حكامها

بينما تتلقى غزة رسائل التهديد، وتتلقف قذائف الـ F16، فوق ما تعانيه من أزمات معيشية، ومعاناة يومية، أبت إلا أن تثبت قدرتها على الحياة، وتؤكد على قدرتها على توجيه البوصلة، وتصحيح المسار، فقد تمكن حزب التحرير من عقد ندوته المركزية في مدينة غزة بعنوان "فلسطين بين إرادة التحرير ومشاريع التفريط" مساء الاثنين 25/3/2019، ضمن فعاليات الحزب في فلسطين في الذكرى الـ 98 لهدم الخلافة الإسلامية.

استعرض الأستاذ خالد سعيد عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين نشأة قضية فلسطين والأسباب والمسببات التي أحاطت بالقضية، مؤكداً أن احتلال فلسطين كان نتيجة طبيعية لهدم دولة الخلافة، وقد هاجم سعيد في كلمته منظمة التحرير متهماً إياها بالتفريط بفلسطين وتصفية القضية بتعاطيها مع المشاريع الاستعمارية منذ تأسيسها، وقد جاء اتفاق أسلو تتويجاً لهذه التنازلات، لتكمل سلطة الحكم الذاتي مسيرة التصفية، ومواقف رجالات السلطة المتهافتة برئاسة محمود عباس أكثر من أن تحصى ولا يحتاج عاقل لإثباتها.

كما اعتبر سعيد أن السلطة تمثل ذراعاً أمنياً ليهود لقمع أهل فلسطين وإجبارهم على الاستسلام والخضوع لمشاريع التفريط والتنازل التي تفرضها القوى الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا، وما التزامها بالتنسيق الأمني إلى درجة التقديس إلا شاهد على ذلك.

كما وحذر سعيد أهل فلسطين عامة والفصائل الفلسطينية خاصة من المشاركة في إحياء منظمة التحرير وانتخابات السلطة رئاسية أو تشريعية، معتبراً ذلك شرعنة وتكريس لنهج التفريط والتنازل الذي تسلكه المنظمة ووليدتها السلطة.

وقد أكد الأستاذ سعيد أن الحل لفلسطين واحد لا يتعدد انطلاقاً من الرؤية الشرعية لقضية فلسطين، وبوصفها قضية إسلامية، تقع مسؤولية تحرير فلسطين على جيوش المسلمين، ويجب على الأمة أن تزيل أي عائق أمام هذا الحل حتى ولو كان الحكام كما هو مشاهد ومحسوس من تآمر وخيانة لحكام المسلمين، والذي بات واضحاً عبر خطوات التطبيع العلنية من قبل تلك الأنظمة.

وفي كلمة للأستاذ طارق أبو عريبان بعنوان " اليأس والإحباط السياسي" تحدث فيها عن محاولات السيطرة على الأمة الإسلامية بنشر الإحباط السياسي، واليأس من التغيير عبر أساليب متعددة، بنزع الثقة بالإسلام، وزعزعت ثقة الأمة بنفسها، حصر عملية التغيير في الأشخاص فقط دون الحديث عن تغيير الأنظمة وبنيتها الفكرية والسياسية، وحصر المطالب في الأمور المعيشية وتحسين ظروف الحياة، ومن ذلك أيضاً التجارب السياسية الفاشلة التي يمثلها الحكام، أو الصورة النمطية العقيمة لما يسمى بالمعارضة والأحزاب التي تمثلها في بلاد المسلمين، ومثل ذلك ما يقوم به الإعلام من تشكيل وعي جماهير الأمة تجاه القضايا المختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية، والذي يكرس فيها اليأس والإحباط من إمكانية النجاح والتغيير، والخروج من الواقع المعاش، معتبراً أن ظهور بعض الحقائق في الإعلام فهي من باب التنفيس، والاحتواء لحركة الأمة واستنزافها، وإيهام الأمة بأن الحلول الشافية فقط هي ما يأتي بها الغرب.

كما عرض أبو عريبان آليات النهوض بالأمة والخروج من حالة اليأس، من خلال نشر الوعي السياسي والفكري، وسقي الجماهير بمفاهيم الإسلام الصحيحة، وبث روح الأمل وربط تحرك الأمة بعقيدتها، وبتاريخها ومسيرتها الحضارية، وهو ما يمكن أن يترجم عملياً من خلال بناء دولة الإسلام، التي ستشكل نظاماً عالمياً جديدا يقود البشرية إلى الخير والعدل كما سبق لها أن فعلت من قبل.

وقد اعتبر أبو عريبان أن قضية فلسطين من أكبر قضايا المسلمين التي مورست فيها أساليب الإحباط ونشر اليأس والعجز على إنجاز التحرير والخضوع لمشاريع الغرب في تصفية القضية، معتبراً سلطة أوسلو وممارساتها هي جزء من المشكلة وليس الحل، وقد وجه نصيحة لأهل فلسطين، وأهالي قطاع غزة خاصة، حذر فيها من التعاطي مع ما يطرح عليهم من حلول استسلامية، ألا يخدعهم بريق تلك الحلول في ظل صعوبة الأوضاع، وقلة ذات اليد، والخذلان وقلة المناصرين، وكثرة المتآمرين، مطالباً الأمة وجيوشها بضرورة التحرك والقيام بواجب النصرة المنوط بها.

هذا وقد تم عرض فيديو بعنوان " ما هي الخلافة "، استعرض الهجمة الشرسة على بلاد المسلمين، وعلى مفهوم الخلافة، والعاملين لها، كما وبين الصورة التي ينبغي أن تكون عليها الأمة، وشكل الخلافة، وأجهزتها وسياستها الداخلية والخارجية.

كما ألقى الدكتور أبو ميسرة قصيدة ألهبت الجماهير

وكان للحضور مشاركة لافتة بالمداخلات والمناقشة، زادت الندوة حيوية وإثراءً، وأخذت قدراً كبيراً من وقت الندوة والذي استغرق ساعتين بزخم وتفاعل.

{becssg}2019/3/GZ/{/becssg}​

٢٦-٣-٢٠١٩