شباب حزب التحرير في مخيم البريج – غزة يعقدون محاضرة بعنوان
 المحاسبة السياسية في الإسلام والجبن السياسي
عقد شباب حزب التحرير في مخيم البريج – قطاع غزة محاضرة بعنوان: المحاسبة السياسية في الإسلام والجبن السياسي عصر الأربعاء 15 رمضان في مسجد الرحمن الكائن بالمخيم.
وتحدث المحاضر الأستاذ يحيى أبو زينة عن أهمية المحاسبة السياسية على أساس الإسلام ومكانتها في الإسلام وعن نتائج ترك الأمة لهذا الفرض العظيم.
ووصفها بأنها تحفظ الدين من التبديل والتغيير وتقوّم اعوجاج الحكام والساسة، ثم بيّن عِظم أجر من يقوم بالمحاسبة السياسية عند الله تعالى، وأن أخطر ما قد تصاب به الأمة الإسلامية من داء قاتل يطيح بدولتها ويذهب بكرامتها وعزتها لهو (الجبن السياسي) أي أن تصبح الأمة الإسلامية جبانة فيما يتعلق بالمحاسبة المتعلقة برعاية شؤونها، فإذا فسد أمراؤها لم يجدوا من ينكر عليهم وإذا ظلموا لم يجدوا من يأخذ على أيديهم فيأطرهم على الحق أطرا كما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)
 
وبيّن أن ما يزال فيها المجاهدون في سبيل الله ممن يقاتلون الكافرين ويدافعون عن أرض المسلمين وهذا مما يدل على الشجاعة التي يتصف بها أبناء الأمة الإسلامية، تلك الشجاعة الناتجة عن العقيدة الإسلامية والإيمان بالله واليوم الآخر وحب الشهادة في سبيل الله تعالى، ولكن تلك الشجاعة تظهر في قتال الكافرين والذود عن بلاد الإسلام، فبعد إلغاء دولة الخلافة أصبحنا نجد المسلمين يستبسلون في إخراج الكفار المستعمرين من بلادهم فإذا ما خرج المستعمر من بلادهم وسَلَّطَ على رقابهم حكامًا عملاء لا يحكمون بشرع الله تعالى بل ويحافظون على مصالح الكفار في بلاد المسلمين لم نجد بين المسلمين من يقوم لينكر على هؤلاء الحكام ويحاسبهم ويسعى للإطاحة بهم أو لحمل الأمة على نبذهم وعدم طاعتهم .
 
وقد أصيبت الأمة بالجبن السياسي جراء أحداث وأسباب عديدة تراكمت عليها عبر العصور حتى نسي المسلمون دورهم في تقويم الحاكم وأمره ونهيه. فلم نسمع بعد عصر الصحابة والتابعين عمن ينصحون للأمراء ويحاسبونهم إلا قليلُ من العلماء المخلصين الذين هيأهم الله تعالى للأمة الإسلامية فكانوا يكشفون للمسلمين في عهد الدولة الإسلامية ما يجري فيها من تقصير في الحكم بالإسلام ورعاية شؤون المسلمين .
 
واختتم أبو زينة محاضرته بكلمات الإمام الغزالي الذهبية حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال:
"فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين ولو طوى بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وعمت الفترة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد وقد كان الذي خفنا أن يكون فإنا لله وإنا إليه راجعون إذ قد اندرس من هذا القطب عمله وعلمه وانمحق بالكلية حقيقته ورسمه فاستولت على القلوب مداهنة الخلق وانمحت عنها مراقبة الخالق واسترسل الناس في إتباع الهوى والشهوات استرسال البهائم وعز على بساط الأرض مؤمن صادق لا تأخذه في الله لومة لائم فمن سعى في تلافي هذه الفترة وسد هذه الثلمة إما متكفلاً بعملها أو متقلداً لتنفيذها مجدداً لهذه السنة الدائرة ناهضاً بأعبائها ومتشمراً في إحيائها كان مستأثراً من بين الخلق بإحياء سنة أفضى الزمان إلى إماتتها ومستبداً بقربة تتضاءل درجات القرب دون ذروتها".
16 رمضان 1431 هـ
26-8-2010م