عقد شباب حزب التحرير في مدينة غزة محاضرة بعنوان "الحج دروس وعبر" وذلك يوم الثلاثاء 9-11-2010، حيث استهل المحاضر الكلمة بالتذكير بأهمية الحج ورفع شأنه في الإسلام كما أوضحت الآيات الكريمة والسنة المطهرة.
ومن ثم ذكـّر بالعبر والعظات المستقاة من فريضة الحج، وكيف أن علماء السلاطين يغيرون مدلول هذه العبر بالإكثار من الثناء على الحكام و التوسع في ذكر المندوبات وفضائل الأعمال، وإهمال ربط فريضة الحج وشعائر الله بباقي أحكام الإسلام، بينما يغفلون وجوب الحكم بما أنزل الله.
وانتقد المحاضر التغني بتوسعة المشاعر المقدسة وجعلها أهم الأعمال في الوقت الذي يشرد فيه المسلمون في كل مكان، كما انتقد ذكرهم للكعبة المشرفة فقط والحديث عن كسوتها في الوقت الذي يطارد فيه الحكام حملة الدعوة بالسجن والتشريد والقتل حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل حرمة دم المسلم أشد من حرمة الكعبة.
وتساءل المحاضر قائلاً "فأين عمارة بيت الله الحرام من تطبيق شرع الله وتطبيق دين الله في الأرض؟ إن الذي يهتم بكتاب الله لابد من أن يقيم وزناً لما في هذا الكتاب العظيم من أوامر ونواهٍ ومن أحكام أمر الله بإيجادها في واقع الحياة. الم تسمعوا قول الله سبحانه وتعالى أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ".
كما وذكر المحاضر أن الحج إنما هو جهاد للنفس على تحمل المشاق في سبيل رضوان الله، ومن ثم يتبعه الجهاد الفعلي وهو قتال الكفار من أجل إزالة الحواجز المادية الواقفة في طريق الدعوة، حيث أن الرسول قد ربط بين الحج والجهاد عمليا عندما عاد من حجة الوداع مباشرة فقام بتجهيز جيش أسامة لقتال الروم، وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه في السنة الثانية للهجرة، وهو في الحج يجهز جيش المسلمين لقتال الفرس والروم ولقد توفي رضي الله عنه في أثناء معركة اليرموك في قتال الروم، وعمر ابن الخطاب جهز المسلمين لقتال الفرس في معركة القادسية وهو في موسم الحج، وكذلك فعل من بعدهم هارون الرشيد الذي قرن الحج بالجهاد فكان يحج عاما ويجاهد عاما، في حين أننا نجد أن مصالح الحاكم الشخصية عندنا، أو نزواته تأتي قبل مصالح الأمة، وان تعرض ابن أحد الزعماء للمضايقة في بلد غربي قد يتحول إلى قضية لهذا البلد أو يشغل بها الأمة، و قد يعلن الجهاد وهو أول الصادين عن دين الله المحاربين لحملة دعوته ونحن نعلم كذبه وتضليله للامة، في حين لا يتحرك هذا القائد ولا غيره من حكام المسلمين دفاعا عن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم او عن الدفاع عن كرامة القرآن التي يحاول الكفار النيل منها، وأعراض النساء المنتهكة".
وقد ذكّر المحاضر المستمعين بأن الوحدة بين المسلمين تتجلى في الحج ولكن ذلك لن يكتمل أبدا وهم مفرقون في كيانات شتى بل يجب أن يكونوا في ظل نظام واحد ودولة واحدة تحكمهم بالإسلام وهي دولة الخلافة.
10-11-2010