بيان صحفي

الأمة وجيوشها مستعدة للقتال والاستشهاد من أجل تحرير القدس وكل فلسطين

والقضاء على كيان يهود، فهل النظام في الأردن مستعد للاستجابة؟

 

إزاء كل ما يرشح من تصريحات ومواقف للنظام في الأردن ورموزه الرسمية وغير الرسمية فيما يتعلق بما يسمى بصفقة القرن منذ عدة أشهر، نبين ما يلي:

 

أولاً: إن الأردن منذ أن ألزمت بريطانيا الحكم فيه للعائلة الهاشمية بعد تأسيسه بصفقة سايكس بيكو الاستعمارية والتي جزأت فيها دولة الخلافة إلى دويلات عميلة، وهو يسير بالدور المرسوم له سياسيا واقتصادياً وبالدور الوظيفي الذي يخدم مصالح ديمومة كيان يهود والاعتراف به، والسعي الحثيث لحل الدولتين وتمكين المستعمر الغربي الكافر البريطاني ابتداء والأمريكي لاحقاً من القرارات السياسية والتحالف معها بما يخدم مخططات ومصالح هذه الدول من تمكين نفوذها وتنفيذ مشاريعها وسلب ثرواتها والتحالف معها بالحرب على الإسلام وعلى مشروع إقامة دولة الخلافة ودعاتها تحت مسمى الحرب على (الإرهاب)، حتى أصبح خطاب النظام في كل محفل دولي ولقاء رسمي مع السياسيين الغربيين هذه الديباجة الممجوجة، ويتفاخر بما يسمى بمشاركته بالحرب على (الإرهاب)، كمبرر لدعمه وكسباً لتأييد وجوده واستقراره من المجتمع الدولي، ولا ينبس ببنت شفة عن الإرهاب الذي تمارسه أمريكا وكيان يهود وأوروبا والصين وروسيا التي ما تزال تقتل المسلمين مع طلوع كل فجر.

 

ثانياً: إن صفقة القرن الأمريكية للتسوية، والتي لا يعرف عنها النظام شيئاً على حد قول وزير الخارجية إلا ما يرشح عنها من تسريبات، أو قرارات أمريكية مثل نقل السفارة للقدس والاعتراف بالجولان كجزء من كيان يهود أو ضم مستوطنات في الضفة الغربية كما أشيع، سبقها جريمة القرن العشرين وهي ألعن من لاحقتها على الأمة التي ما زالت تعيش ويلاتها من خلال الأنظمة الحاكمة التي زرعها شياطين الغرب الكافر المستعمر وسلطها بالحديد والنار على رقاب الناس، فما كانت هذه الصفقة لتكون لولا تلك الجريمة، فما الذي يخاف منه النظام ويغضبه، أهو إقصاء لدوره وحبل الوصل مع القضية أي الوصاية على الـ144 دونماً فقط - بعد أن تنازل عنها تآمرا باتفاقيات الاستسلام والعار - وهي تحت حراب يهود في التسوية الجديدة؟ أم هو تقزيم لدوره في المنطقة وتفريغه من صلاحياته في الداخل فيما يلمس من حراكات تعمل خلف ما سماها "الأجندات المشبوهة" على حد تعبيره ولكنه لم يحددها؟ أم هي مبررات للتبرئة من المسؤولية والعجز لما ستؤول إليه الأمور من ضغوط أمريكية عندما تحين ساعة تنفيذ الصفقة؟

 

ثالثاً: إن الوضع القائم الذي يريد النظام الحفاظ عليه لحين حل الدولتين والقضايا العالقة مثل القدس واللاجئين والحدود هو حل يستند كما يقول إلى القانون والشرعية الدولية، وعندما يبرر رفضه للقرارات الأمريكية المتعلقة بالقدس والجولان بأنها تخرق القانون الدولي، فهو لا يبرر ذلك من أجل الأمة ودفاعاً عنها وعن قضاياها وإنما يدافع عن وجوده وبقائه بتبعيته الاستعمارية ودوره في المجتمع الدولي، فمتى كان القانون الدولي ومجلس الأمن وهيئة الأمم تهم أمريكا عندما احتلت العراق وأفغانستان؟ وعندما قتلت المسلمين العزل وما تزال بطائرات الدرون في هذه الدول وفي سوريا قبل أيام وفي غيرها تقتل دون حسيب أو رقيب، وعندما عطلت العشرات من قرارات الشرعية الدولية التي تدين يهود؟ ثم ما الذي كان سيفعله النظام وهو يعترف ويشارك الأنظمة العربية مبادرتهم للحل ويبرم اتفاقية وادي عربة لتكريس كيان يهود؟ بل ويعقد صفقات حميمية ذليلة مفضوحة معه كاتفاقية الغاز المسروق، ومع كل ذلك يرى أن كيان يهود لا يهمه في علاقاته مع النظام في الأردن سوى بقائه والنجاة بنفسه أمام صفقة المصالح الأمريكية، رغم التوأمة الحميمية معه منذ وجوده وتمكينه أمنياً وسياسياً واقتصادياً بل وجعل الأردن البوابة التي يعبر منها عربياً.

 

رابعاً: إن الأمة هي السند الطبيعي للنظام الحاكم عندما يستمد هذا النظام شرعيته من الأمة صاحبة السلطان التي تختار حاكمها، وهي التي تقف وراءه في الملمات والمدلهمات ولا يحتاج الحاكم لمطالبتها للوقوف معه في موقف شعبي مؤيد، أما الأنظمة التي تستمد شرعيتها بسند استعماري عدو للأمة، فلا يتوقع من الأمة أبداً أن تقف وراءه، بل إن الأمة تعمل وتتمنى اليوم الذي تستعيد فيه سلطانها المغتصب، فهذه الأنظمة ليست من الأمة ولا تنظر إلى مطالبها ومشاعرها وتطلعاتها، فالأمة لا تريد ولم تكن تريد يوماً، كيان يهود ولا الاعتراف به ولا التعامل معه إلا من خلال حالة الحرب الفعلية، وهي لا تريد أمريكا ولا بريطانيا ولا أوروبا ولا العلاقات معها ولا نفوذها ولا قواعدها ولا مؤسساتها العلمانية الخبيثة التي تعمل على تقويض أحكام ربها وعقيدتها من ميراث ومساواة، وإشاعة ما يغضب ربها من مثلية وربا، فالأمة تذهب إلى أبعد مما يظن النظام في الدفاع عن دينها ومقدساتها وأراضيها وثرواتها، فالأمة وجيوشها تتوق لقتال يهود واسترجاع الأقصى وحيفا واللد وكلها عند الله وعندها سواء والاستشهاد من أجلها من أسمى أمانيها، كما تتوق لطرد الدول المستعمرة ونفوذها من بلادنا.

 

يا أهل الأردن

إننا في حزب التحرير ندعوكم كما دعوناكم منذ عقود عديدة أن تجعلوا أعمالكم ووقفاتكم وحراكاتكم من أجل الله وفي سبيل الله وحسب أحكام الله، لتنالوا الأجر العظيم من الله، وليكن وعيكم على أن قضيتكم المصيرية هي استعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي تاج الفروض التي تحرك الجيوش للجهاد وتستعيد عزتكم وكرامتكم التي أضاعها حكامكم الذين سلطهم عليكم أعداؤكم المستعمرون الكفار، ولم يكن لكم يد في اختيارهم، فهم الحكم الجبري الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ».

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

للمزيد من التفاصيل