بسم الله الرحمن الرحيم

 

شهداء ليبيا

 

 {قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق }

إي والله ما نقم عدو الله وعدو رسوله، وعدو الإسلام والمسلمين، ألقذافي، من شباب حزب التحرير، إلا أنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد، ويعملون لإعادة حكم الله إلى الأرض، وحمل الإسلام رسالة إلى العالم، عن طريق إقامة الخلافة. إن حزب التحرير في هذا الشهر الفضيل ـ شهر رمضان المبارك، شهر القرآن، شهر التضحية والبذل، الشهر الذي سقط فيه أول الشهداء من الصحابة الكرام في معركة بدر الكبرى ـ ينعى إلى الأمة الإسلامية ثلاثة عشر شهيداً من شبابه، من ليبيا والأردن وفلسطين، أعدمهم وقتلهم الطاغية الظالم، المتعطش لسفك الدماء، القذافي، في ليبيا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ‹‹سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله››. وهؤلاء الشهداء هم: ناصر سريس، وعلي أحمد عوض الله، وبديع حسن بدر، ونمر سالم عيسى، وعبد الله حمودة، وعبد الله المسلاتي، والكردي، وصالح النوال، وابن أخته، ومحمد مهذب حفان، وقد جرى إعدام هؤلاء في المدارس والجامعات، أمام الأساتذة والتلاميذ، وأمام أهليهم وأولادهم، وقد أنزل أحدهم وفيه بقية من رمق بعد إعدامه، فأعادوا تعليقه ثانية، ثم أنزلوه وربطوه بسيارة فأخذت تجره خلفها، على مشهد من أهله وأولاده، وعلى مشهد من الأساتذة والتلاميذ.

أما الثلاثة الآخرون وهم: ماجد القدسي الدويك، ومحمد بيومي، والفاقوري، فقد قتلوا تعذيباً في المخابرات في طرابلس.

كل جريمة هؤلاء الشباب الثلاثة عشر أنهم من حزب التحرير ، وأنهم يحملون الإسلام، ويعملون لإقامة الخلافة الإسلامية، فقد أصبح حمل الإسلام اليوم، والعمل لإعادة حكم الله إلى الأرض جريمة عند حكام المسلمين، الظالمين الفسقة الفجرة. وعبد الله المسلاتي كان محكوماً بالسجن عشرين عاماً من سنة 73 قضى منها في السجن عشر سنوات، فأحضروه من السجن إلى المحكمة، بتهمة أنه حزّب شخصاً في حزب التحرير ، وهو في السجن، فحكمت عليه المحكمة بالإعدام مقابل ذلك. وقدمهم القذافي بتهمة العمل لقلب نظام الحكم في ليبيا.

إن الذي دفع عدو الله القذافي إلى ارتكاب جريمته النكراء هذه، ومجزرته الشنيعة هو حقده على حزب التحرير ، ومن جراء قيام حزب التحرير بإرسال وفد من شبابه إليه يناقشونه فيما أعلنه من إنكاره لحجية أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلسوا معه أربع ساعات ناقشوه فيها، وبينوا أن أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل القرآن، أدلة شرعية يجب الأخذ بها، كما بينوا له أن منكر حجية أحاديث الرسول كافر. وكان الحزب قد حملهم مذكرة بذلك، ثم إن الحزب قد طبع هذه المذكرة ووزعها على المسلمين في العالم الإسلامي، فاغتاظ عدو الله وعدو رسوله القذافي من ذلك، وجن جنونه، فحقد على الحزب هذا الحقد اللئيم، الذي دفعه إلى سفك الدماء الزكية لهؤلاء الشباب البررة الأطهار.

نسأل الله أن يجعل دمهم دم شهادة، وأن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يعلي منزلتهم وأن يجعلهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يعظم الله لنا ولأهلهم الأجر، وأن يلهمنا وإياهم الصبر، كما نسأله تعالى أن يجعل دمهم بشير خير للإسلام والمسلمين، وأن يكون تباشير للنصر، وإقامة الخلافة، ولإشراق نور الإسلام، وعودته إلى واقع الحياة.

إننا، شباب حزب التحرير ، نقول للقذافي، عدو الله ورسوله وعدو المسلمين: إن دم هؤلاء الأبرار سيكون لعنة أبدية عليك، وإن سفكك لهذه الدماء الزكية الطاهرة لن يزيدنا إلا عزماً وتصميماً، ولن يزيدنا إلا إيماناً بالله، وثقة بقرب نصره، وعند ذلك سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 إلى الله نضرع أن ينزل لعناته تترى على عدو الله ألقذافي، وأن يأخذه أخذ عزيز مقتدر، وأن ينتقم لنا منه بأيدينا، وأن يجعل ذلك قريباً بقيام دولة الخلافة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

01 من رمــضان 1403

الموافق 1983/06/11م                  
 

حزب التحرير

للمزيد من التفاصيل