في رده على سؤال لصحيفة الواشنطن تايمز حول اثر وفاة ابن لادن على الحركة الإسلامية، أجاب رئيس دائرة الأمن الداخلي الأمريكي السابق "توم ريدج" قائلا: "ليس كثيرا" موضحا ذلك بالقول: "إنّ الكفاح ضد التطرف الجهادي هو التحدي الواضح لهذا الجيل، وإنّ ابن لادن في مفهوم الحركة الإسلامية العالمية هو مجرد رجل واحد، وإنّه كان ذا أهمية حيوية في تعزيز وتوسيع نطاق الحركة، لكنه لا يمثل بدايتها ولا نهايتها، فنحن قتلنا الرجل ولم نقتل الأيديولوجية".
وخلافا لما يظنه بعض المسلمين عن مفهوم الديمقراطية والحرية يعتقد "توم ريدج" أنّ "الإسلامية" تشكل تهديدا بسبب معتقداتها التي تتناقض مع الليبرالية الغربية، مؤكدا "أنّ ما تقوم عليه الديمقراطية الأمريكية ليس فقط غريبا عن الأفكار الإسلامية، لكنها معادية لها". موضحا ذلك بالقول، "فالحرية الفردية وحرية الفكر والاعتقاد واحترام المرأة والحكومات الديمقراطية والرأسمالية هي من الأمور الأساسية للحياة الغربية المعاصرة، لكنها بالنسبة للعقيدة الإسلامية تعتبر مقيتة"، مدعيا "أنّ ما تخوضه الولايات المتحدة الآن هي حرب أفكار"، ومؤكدا على "عدم إمكانية التعايش بين ما سمّاه "الإسلامية" وطريقة أمريكا في الحياة".
وحتى لا يظن أحد أنّه يتحدث فقط عن الحركات الجهادية وليؤكد أنّ عداءه مع الإسلام وليس مع شخص أو منظمة أو حزب يقول: "على مرّ السنين انتشر التحدي للحضارة الغربية من قبل "الإسلامية"، إنّ الخطر الآن أكثر تنوعا وأكثر تعقيدا، وإنّه يتجاوز تنظيم القاعدة ليضم الحركات الإسلامية". حيث ذكر الحركات الإسلامية بالاسم ومن ضمنها حزب التحرير الذي لا يتبنى العنف ولا الأعمال العسكرية.
بعد ذلك حذر "ريدج" صُنّاع السياسة والشعب الأمريكي من التفكير بالانسحاب من العراق وأفغانستان، وإذا ظنوا أنّ موت ابن لادن يشكل نهاية التحدّي، حيث اعتبر ذلك خطأً ومغامرة، مشيرا إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تراجع التأثير والدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط"، خصوصا إذا ما أخذت موجة الثورات الحالية في المنطقة بعين الاعتبار، مُخوّفا من أنها ستشكل "فرصة لا مثيل لها للحركات الإسلامية في تعزيز ونشر فكرهم والسعي إلى السيطرة على المزيد من الدول"، وأضاف "إذا حدث هذا فإنّ التحديات المستقبلية للولايات المتحدة ستكون أكبر حتى من التي شكلها تنظيم القاعدة في ذروة قوة ابن لادن وتأثيره".
إنّ هذا التصريح لمسئول أمريكي رفيع المستوى ليس حديثا يُفترى وليس جديدا وإنّه يدل على أنّ عداء الغرب للعالم الإسلامي هو عداء ديني حضاري متأصل في قلوب وعقول الغرب، وأنّ الغرب قد بنى علاقاته معنا على أساس أنّ الحروب الصليبية ما زالت قائمة ومستمرة حتى لا يستفيق المارد الإسلامي. قال تعالى (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ)
9-5-2011