التاريخ الهجري     01 من رمــضان 1432
التاريخ الميلادي     2011/08/01م
رقم الإصدار:  
بشار يستهل شهر رمضان الفضيل بنحر شعبه: حماة تذبح من جديد...
 
بعد شهر من الحصار المفروض على مدينة حماة التي شهدت أكبر الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام بشار أسد، اقتحمت دبابات الجيش السوري فجر الأحد 31-7-2011م مدينة حماة من أربعة محاور وسط إطلاق نار كثيف وقذائف أعادت إلى الأذهان مجازر حافظ أسد وأخيه رفعت، وها هو ابنه وريثه يسلك طريق الإجرام ذاته، وكأنه كُتب على حماة الأبيّة أن تلتاع بإجرام هذه الطغمة الحاكمة إلى أن يأذن الله بفجر جديد فيه الخير كله.
 
فقد بلغ عدد من سقط في حماة وحدها حتى وقت كتابة هذا البيان ما يقارب 113 شهيداً وأعداداً هائلة من الجرحى لم تَعُدْ المستشفيات قادرةً على استيعابها والتي طوقها الأمن كمستشفى بدر والحوراني والحكمة. علماً أن غالبية الشهداء سقطوا بإصابات في الرأس من بنادق القناصة الذين تمركزوا فوق أسطح مبنى شركة الكهرباء والسجن الرئيسي بالمدينة، فتحولت المدينة إلى ساحة حرب، ليس في تل أبيب مع يهود، وإنما في حماة لذبح شعب حر آذته جرائم النظام على امتداد أربعة عقود فصدع بالحق دون أن يخشى في الله لومة لائم، وطالب بإسقاط النظام بعد أن كان أكثر ما يطالب به هو إسقاط المحافظ أو عاطف نجيب أو ماهر أسد. ولم تقتصر حرب هذا النظام على شعبه في حماة وحدها، فقد أعلنها حرباً متنقلة على كافة المدن السورية، فقتل في دير الزور من قتل بعد قصف الدبابات لحي الجورة غرب دير الزور ليبلغ العدد الإجمالي لمن سقط على أيدي النظام في هذا اليوم ما يقارب 145، ولم تسلم طفلة من بلدة الحراك في درعا من إجرام هذا النظام، صورة تقتلع الأفئدة من مكانها إلا أنها لا تحرك صمتاً أخرق للجامعة العربية والمجتمع الدولي اللذين يعطيان لبشار الفرصة تلو الفرصة ليقتل شعبه بدم بارد بدعوى ملاحقة الجماعات المسلحة التي "تروع الأهالي وتنشر التخريب والفوضى"!!
 
يأتي بطش النظام هذا بعد أن فقد، أو يكاد، كل أوراقه لتثبيت حكمه الآيل للسقوط، فقد حاول أن يلعب بورقة الصراع الطائفي وتأليب طوائف على طوائف مع تسليحها كما فعل في حمص وتلكلخ وقطنا والزبداني، وحاول جاهداً أن يستجرّ الناس للعنف ليحظى بمبرر آخر لقتل شعبه، وما حادثة القطار وتفجير أنبوب النفط إلا من هذا الباب، إذ كيف لهذا أن يحدث دون أن يكون تحت سمع النظام وبصره بل بتخطيطه وتدبيره وتأييده!! وكأنه بهذا ينفذ أجندة أمريكية - (إسرائيلية) في تقسيم سوريا.
 
لقد شرع بشار وزبانيته بما سيفتح عليهم أبواب الهلاك بإذن الله، ولئن كان حسم أمره بإشعال الفتنة الطائفية لخدمة أسياده وإنقاذ كرسيه، إلّا أنه نسي أو تناسى أن الشارع السوري في حالة غليان يتّقد للإطاحة بحكم طاغية لن تنقذه جهود صحبه.
 
وأمام هذا الحال فإننا نجد أنفسنا أمام أكثر من نداء مشفق:  
 
إلى أهالينا في سوريا:
 
إننا نحذركم من أن تسقطوا ضحية الفخاخ التي يرسمها لكم النظام وعلى رأسها نهج العنف المسلح ونربأ بكم أن تسلكوه، بل استمروا في إعلان رفضكم له بطريقة سلمية واصبروا على أذاه، فتلك كانت طريقة رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول لآل ياسر: صبرًا آل ياسر... ويعدهم بالجنة والفرج. وإياكم والمطالبات الأخرى من ديمقراطية أو دولة مدنية فإنها تحبط عملكم في دنياكم وآخرتكم. كما نقول لكم إن خروجكم يجب أن يكون لله وحده، ومن أجل تحكيم شرع الله وحده، ونسأل الله أن يكون قريباً.
 
إلى المخلصين من الضباط والجنود الذين ما زالوا يأتمرون بأمر النظام:
 
لمَ تصمتون على جرائم سفاح لا يخاف الله في المسلمين، بل هو أبعد ما يكون خوفاً من الله وأقرب ما يكون إجراماً بحق عباده؟!
 
لمَ تسكتون على ذبح النساء والأطفال والولدان وهم إخوة وأبناء لكم، وأنتم تملكون القوة والمنعة لتوجيه الأمور نحو مسارها الصحيح من حماية لأهلكم وتطبيق لشرع ربكم؟!
 
إلى متى تخضعون للذين يطبقون أحكام الكفر علينا ويتركون شرع الرحمن، ويحاربون ويشردون ويسجنون كل من يدعو إليه؟!
أيرضيكم أن يستأسد أمن النظام وشبِّيحته عليكم فيقتلون أهلنا هنا وهم أهلكم، ويقتلون أهلكم هناك وهم أهلنا؟! إن هذا النظام هو أخسُّ من أن يسكت عنه.
 
ألم تَغْلِ الدماء في عروقكم وأنتم ترون دماء الأبرياء تسفك وأعراض الحرائر تهتك وجثث الأطفال جامدة في بياض كفنها كأنها تستصرخكم: أليس فيكم أنصار لله ولدينه ولنا نحن المسلمين المستضعفين؟!
 
لماذا يجبن هذا النظام الخائن لقضايا شعبه بحق الرد على يهود الذين يمعنون في احتلال الجولان منذ عام 1967م ويمعنون في إذلاله في حين هو أسرع ما يكون في الرد على شعبه بالقصف بالدبابات والمروحيات واستعمالكم أيها الضباط والجنود أداة لإجرامه، فأطيعوا الله في هذا النظام بتغييره ولا تمكّنوه من أن يورّطكم في دماء المسلمين.
أيها الضباط والجنود الغيارى المخلصون:
 
إن الحل بأيديكم فلا تضيعوه، والعيون ترنو إليكم فلا تخذلوها، فأنتم لذلك أهل ونعم الأهل... إننا نناديكم وننادي فيكم نخوة سعد بن معاذ وصحبه الأنصار الذين ملكوا عز الدارين بإذن الله... أما آن الأوان لأن تُروا الله من أنفسكم خيراً لتظفروا بما ظفروا به؟!... أما آن لكم أن تخلّصوا أهلكم من شرّ هذا النظام الجاثم على صدورهم وصدوركم منذ عقود؟! بلى لقد آن ... لقد آن.
 
اللهم نسألك في هذا الشهر الكريم، بأنك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، أن تفرج كربنا وترحم ضعفنا وتنتقم لنا، وأن تجعل هذا الشهر الفضيل شهر فرج ونصر للمسلمين في سوريا وفي كل مكان.
 
اللهم إن لم ترحمنا فمن يرحمنا، وإن لم تنصرنا فمن ينصرنا؟
 
اللهم أكرمنا بأهل قوة ومنعة تمكننا من رقاب من آذى عبادك وعطل تطبيق شريعتك... اللهم أنصارًا كأنصار رسول الله، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
 
اللهم إنك نعم المولى ونعم المجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية سوريا 
للمزيد من التفاصيل