بسم الله الرحمن الرحيم
السبسي يحارب المسلمين إرضاءً للغرب وتحقيقا لأهدافهم
تنادى شباب تونس ورجالها إلى اعتصام يوم الجمعة 15/07/2011 في ساحة القصبة إنكاراً على حكومة الباجي قائد السبسي مواصلتَها سياسةَ "بن علي" في الارتماء في أحضان الغرب والتمهيد له في بلادنا، وتقريعاً لها على تخاذلها في رعاية شؤونهم الرعاية الكريمة، ومحاسبة من سفك دماء أبنائهم ونهب ثروات بلادهم، فقطعت شرطة السبسي الطّريق على القادمين من داخل البلاد وأعادتهم من حيث أتوا وانقضّت على بقيّتهم ممن نجح في الوصول إلى ساحة القصبة فلم تنتظر تجمّعهم في الساحة بل بادرتهم بالغاز الخانق المسيل للدّموع في جامع القصبة، وبقي المعتصمون محتمين بالمسجد ظنّاً منهم أنّهم في مأمن، وأنّ في رجال الشرطة بقيّةً من رجولة وحياء تمنعهم من انتهاك حرمة بيت من بيوت الله، وقرّروا أن يكون اعتصامهم في المسجد، وبعد صلاة المغرب دخلت الشرطة بيت الصلاة تُدنّسه لتعتقل جميع من كان فيه غير عابئين بحرمة المكان، ضاربين بأحكام الله عرض الحائط منتهكين حرمة بيت من بيوت الله لم يكن الكافر المستعمر أيام الاستعمار ليتجرّأ على دخوله أو الاقتراب منه، ولم تكتف وزارة الدّاخليّة بهذا الجرم بل زادت عليه بكذب رخيص؛ فأصدرت بياناً كذباً نسبت فيه تخريب بيت الله لمن كان محتمياً به لتبرّر جريمتها، وسرعان ما جاءهم الرّدّ صاعقا مُزلزلا من شباب المسلمين في سائر البلاد؛ فخرجت مظاهرات حاشدة تنكر الإجرام البوليسي الذي أهدر كرامة المسلمين بضربهم وإهانتهم والاعتداء على بيت من بيوت الله.
إنّ إصرار الحكومة على إجهاض اعتصام القصبة يؤكّد أنّها ماضية على نفس النهج القديم، نهج بن عليّ، في الاعتماد على القبضة الأمنيّة الحديديّة لتخرس الألسن الصادقة المحاسبة وتقتل الوعي الناشئ في شبابنا؛ وذلك ليسهل عليهم تمرير البرامج الاستعماريّة الغربية ( قروض أجنبيّة مسمومة تغرق البلاد واستثمار أجنبيّ يضع يده على مقدّراتنا ويجعل من أبنائنا عبيداً لأصحاب المصانع الأجانب....)، ثمّ تأتي انتخابات لا يجد المنتخبون ما يفعلونه سوى مواصلة السياسة التي خطّها الكافر المستعمر منذ "بن علي". فإن لم ينجح التّصدّي فجَرُّ البلاد إلى دائرة من العنف الأعمى يستنزف طاقة الشباب ويرهق أهل البلاد ويدخل في نفوسهم اليأس من التغيير الحقيقي.
فيا شباب المسلمين لقد أثبتم أنّكم من طينة الرجال المؤمنين فنزعتم لباس الذّلّ والخوف وخرجتم محاسبين منكرين فـ ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، واثبتوا ولا تنزلقوا في مستنقع العنف فتفوّتوا فرصة تغيير حقيقيّ، واعلموا أنّ هذه الفئة الحاكمة المتسلّطة علينا ظالمون متآمرون، لا يجوز الرّكون إليهم أو انتظار الحلول منهم، بل الواجب هو العمل لتغييرهم، وندعوكم إلى نبذ كلّ مشروع أو مقترح لا يستند إلى شرع ربّكم وإلى رفض أنصاف الحلول وقد جرّبتموها من قبل ونستنهض هممكم إلى العمل للحلّ الجذريّ الوحيد وهو العمل لإقامة شرع الله فبه وحده تُعزّون ولا تذلّون.
أمّا أنتم يا أعوان النظام، فلقد ارتكبتم منكراً فظيعاً حيث أطعتم هذه الحكومة الجائرة الفاجرة فلم تتورّعوا عن إهانة المسلمين وانتهاك حرمة بيوت الله، فبعتم آخرتكم بدنيا غيركم، وهم لن يغنوا عنكم من عذاب الله من شيء، وليس من نجاة لكم إلا أن تُكَفِّروا عن المنكر الذي فعلتموه بأن تتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وتنصروا الله ورسوله فتخلعوا طاعة هؤلاء وتغَيِّروا عليهم، فعسى ربكم، إنْ فعلتم، أن يغفر لكم وإلا كان حالكم كحال أشياعكم من قبل ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)).
وأما الحكومة المسلّطة على رقابنا، فنصعقهم بقوله سبحانه: ( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90))، فقد تجرأتم على دين الله، فأمرتم زبانيتكم بملاحقة المسلمين وإهانتهم ودنّستم بيوت الله، ومن تجرأ على دين الله فلن ينجو من عذابه في الآخرة ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42))، وكذلك لن ينجو من عذاب الخزي في الدنيا، يوم يُكرِم الله هذه الأمة بنصره، فتنطبق على أعناق الذين ظلموا، وتذيقهم وبال أمرهم.
 ( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )
17 من شـعبان 1432
الموافق 2011/07/18م
حزب التحرير
تونس
للمزيد من التفاصيل