بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المسلمون في سوريا:

لا تستجيبوا لمشاريع جامعة الدول العربية فهي فرصة النظام لإراقة المزيد من دمائكم

بل استجيبوا لله في إقامة الخلافة الراشدة الموعودة بأيدي جندكم وجهود أبنائكم.

 

وقّع هذا اليوم الاثنين 19/12/2011 نائبُ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "برتوكول" بعثة الجامعة العربية، وفي اليوم نفسه سفك النظامُ دماءً زكية لأكثرَ من مئة نفسٍ بريئة لقولها كلمة الحق في وجه نظام الطاغية! إن النظام السوري الآيل إلى السقوط، أو يكاد، يتقن اللفَّ والدوران، وسوابقه في ذلك واضحه، فهو قد لَعِب، ويلعب، لعبته في كسبِ الوقت وصَبغِه بالدم! فهو مع كل مشروعٍ مشبوهٍ للجامعة يزداد ولوغاً في الدماء، فينشر قواتِه الأمنية وشبيحتَه في ساحات سوريا وشوارعها ومدنها وقراها، جاعلاً منها ساحة حرب مع أناسٍ سلاحُهم كلمة حقٍّ بها ينطقون، وينسى النظام أو يتناسى أنَّ ساحةَ الحرب الحق هي هناك في الجولان حيث يحتلها كيانُ يهود، ويستقر فيها بأمنٍ وأمان فوق أربعين سنة! 

أيها المسلمون في سوريا المرابطون في شامنا الأبية، عقر دار الخلافة الإسلامية بإذن الله تعالى:

لقد آن لكم أن تدركوا أن هذه الجامعة العربية التي أنشئت بلمسات وهمسات وزير الخارجية البريطاني آنذاك "أنتوني إيدن"، ثم اخترقها النفوذ الأمريكي وتحكَّم فيها من بعدُ، هذه الجامعة ليست سوى ألعوبة استعمارية تنفذ ما يطلبه الغرب منها، وتسهل مهمته في السيطرة على بلاد المسلمين ونهب خيراتهم... آن لكم أن تدركوا إدراكاً إيمانياً أن لا خير في تغييرٍ يقوده الغربُ لأن ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب، هذا الغرب الرأسمالي الجشع الكافر هو المسؤول الأول عن كل مآسي المسلمين. وما حكام سوريا الذين تريدون الخلاص منهم، وحكام العرب الذين ترجون وساطتهم إلا عملاء لهذا الغرب اللعين، وما استجداؤكم الحل العربي إلا كمن يستجير من الرمضاء بالنار. وما مقولة أن لا تغيير ممكناً إلا بالغرب، إلا فرية هو قائلها فلا ترددوها. وإننا في حزب التحرير ننبِّهكم إلى أنكم كما وضعتم ثقتكم بجامعة الدول العربية فخذلتكم حتى ناديتم "الجامعة العربية تقتلنا"، فكذلك إذا وضعتم ثقتكم في الهيئات الدولية كمجلس الأمن، فلن يخذلكم فحسب، بل إن الغرب سيجعل من مجلس الأمن مقبرة مطالبكم، وستضيع أمانيكم بدهاليزه، وسيُصنع الحكامُ الجدد لسوريا بكواليسه، ولن تنالوا منه إلا التآمر عليكم، وتنصيب من هو على شاكلة بشار فوق رقابكم! فاصنعوا التغيير بأيديكم لإيجاد الحاكم الصالح الذي ترجون.

 

أيها المسلمون الصامدون الصابرون في شام الخير والنصر بإذن الله:

إننا في حزب التحرير نؤكد لكم من جديد أن أي تغيير لا يكون بأيدي المسلمين لا يخدم المسلمين، فلا تنشدوا الخير إلا من أهله، فلا تركنوا إلى مشاريع الجامعة العربية ولا إلى مشاريع مجلس الأمن، فهذا كله داء وليس دواء، فالجامعة العربية أنشئت للمحافظة على انفصال الدول القائمة في البلاد العربية دون وحدتها، ومجلس الأمن كانت فكرة إنشائه، أول ما نشأت، قائمة على ضرب الدولة الإسلامية التي كانت قائمة آنذاك، وهو ما زال على ما أنشئ عليه.

 

وإننا في حزب التحرير نؤكد لكم من جديد أن لا تغيير حقيقياً إلا لله وبالله وعلى طريقة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهي طريقة قد أصبحت ميسورة اليوم في سوريا كما لم تكن من قبل، فهي لم تعد تقف أمامها سوى عقبة واحدة، إذا ذللت وجدت منفذها إلى النصر، وهي أن يهب ضباط أقوياء في الله ليطيحوا بهذا النظام المجرم ويقيموا مكانه حكماً رشيداً ينعم فيه الناس، مسلمهم وغير مسلمهم، بالعدل والأمان في ظلال دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة الموعودة بإذن الله تعالى، ففي ذلك الخير كله للمسلمين ولغير المسلمين في العالم كله، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)}

    

23 من محرم 1433  الموافق 2011/12/20م   

 حزب التحرير- ولاية سوريا 

للمزيد من التفاصيل