باحثون يدقون "ناقوس الخطر" من تغلغل حزب التحرير في جميع شرائح المجتمع في آسيا الوسطى

 نشر موقع "سنترال آسيا اونلاين" مقالا بتاريخ 14/3/2013 تحت عنوان "حزب التحرير يزعزع الأمن في قرغيزستان". نقل فيه الموقع عن محللين قولهم، "مع أنّ المحكمة العليا للجمهورية القرغيزية حظرت حزب التحرير منذ أكتوبر 2003، الذي وُصف بالحزب المتطرف، إلا أنّ نشاطه في تجنيد الموالين مستمرٌ، وما زال الحزب يشكل تهديدا على المنطقة".

وقال الكاتب إنّ الأجهزة الأمنية القرغيزية شاركت في عمليات كان حصيلتها اعتقال من وُصفوا "بالمتطرفين" في ضواحي العاصمة بشكيك. فقرغيزستان قلقة من انتشار الترويج لحزب التحرير، لذلك كثفت من تدريبها للأجهزة الأمنية كطريقة لوقف تهديد التطرف الآن. حيث قال فلاديمير شكولني، وهو محاضر في قسم العلاقات الدولية في جامعة "قرغيز رشن سلافيك" المتخصص في دراسة الطوائف المخرّبة والمستبدة:     "بحسب عقيدة الحزب فإنّ اسم حزب التحرير يركز على رغبة أعضائه في تحرر كامل من الكفار الذين يحكمون العالم اليوم" وادّعى كاذباً أنّ "الحزب قد أعلن أنّ جميع الحركات الإسلامية التقليدية كافرة".

وقال دانيير مراديلوف، نائب مدير مركز الأبحاث المستقل المتخصص في الدين والقانون والسياسة، بأنّ هدف الحزب في تحقيق رؤيته للخلافة الإسلامية، يشكل خطرا على دولتنا. وأشار إلى صعوبة التعرف على أعضاء الحزب ومنعهم من نشر الأفكار المتطرفة، حيث قال: "إنّ مظهرهم لا يمكن أن يوحي بأي شكل من الأشكال بأنّهم إرهابيون، وهم ليسوا عدوانيين، ولا يُبدون متعصبين"، وأضاف إنّه في بلدان مثل باكستان وبنغلادش، التي حظرت الحزب أيضا، يتهمون حزب التحرير بمحاولته اختراق المؤثرين من المدنيين والمؤسسة العسكرية للسيطرة على الدولة من الداخل.

وقال شكولني، بحوالي 10,000 عضو، يعتبر حزب التحرير الحركة المتطرفة الأكثر شعبية في آسيا الوسطى، مع العلم أنّه لا يوجد بيانات دقيقة حول عدد مناصري حزب التحرير في قرغيزستان.

وبحسب ما صرح به نائب رئيس قسم وزارة الداخلية الرئيسية، فإنّه حتى سنة 2013، اعتقلت سلطات البلاد 1833 مشتبها بهم من أعضاء حزب التحرير، وأنّه يشتبه بأنّ هناك ما زال الكثير منهم طليقين.

وقال شكولني: "في آسيا الوسطى، حيث غالبية السكان لديهم ضعف في فهم الإسلام، نجحت هذه الحركة في بعض الأحيان في إقناع الناس، لا سيّما الشباب، بتسهيل من الأقارب". وأضاف بأنّ حزب التحرير يستهدف في المقام الأول العاطلين عن العمل من سكان الأرياف والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 35 عاما، وأنّ الحزب يحاول أن يشق طريقه ليصل إلى الفئات الضعيفة اجتماعيا مثل المتقاعدين وطلاب الجامعات وأولياء الأمور من الأسر الكبيرة.

وأشار مراديلوف بالقول أنّه في الوقت الذي قد يفضل فيه حزب التحرير استهداف تركيبة سكانية معينة، إلا أنّ الحزب يراجع بشكل دوري مسألة تجنيده لعناصر جدد، فيتقصد أي جماعة ويأمل في أن ينجح في تجنيد عناصر له منها. وقال: "يخطط حزب التحرير لعملياته بعناية، فيقرر التركيز على تجنيد الشباب هذا العام، بينما في سنة أخرى ركز على تجنيد النساء".

وقال عالم الدين سلطان غالييفا، حتى المثقفين والعلماء وقعوا ضحية التجنيد مع حزب التحرير في بعض الأحيان. وأشار شكولني إلى أنّ الحزب يجند أيضا عناصر من الأجهزة الأمنية ومسئولين في الحكومة، على أمل حماية خلايا الحزب من ملاحقات قانونية محتملة، ولتقديم المساعدة لهم على الأرض. بحسب رأيه.

وقال شكولني أنّه يجب على المنطقة أن تضع على سلم أولوياتها، إيقاف حزب التحرير عن التوسع في تجنيده لأعضاء له في آسيا الوسطى ومنعه من تحقيق هدفه بالإطاحة بالنظام العلماني لإقامة الخلافة.

ولمناهضة جهود حزب التحرير في تجنيده للأعضاء، تقوم الشرطة والمفتون ومسئولون في لجنة الأمن القومي للدولة، بزيارة المدارس وأماكن تجمع أخرى لوضع جهود لمكافحة التطرف، بما في ذلك دورات تدريبية ومحاضرات وعروض وأشرطة فيديو.

وقال قادركولوف، أنّهم يركزون على تعليم الجماهير حول الحركات المتطرفة المختلفة، وكيفية التمييز بين عقيدة حزب التحرير والدين الحق. وتقول السلطات، ومع ذلك هناك حاجة إلى العديد من العمليات واسعة النطاق ضد حزب التحرير والجماعات المتطرفة الأخرى.

انتهت الترجمة

واضح من كلام المحللين والسياسيين الذي ورد في المقال أنّ حزب التحرير وصل لجميع شرائح المجتمع في آسيا الوسطى، من علماء ومثقفين ومؤثرين من المدنيين والعسكريين، والشباب وأولياء أمور وطلاب جامعات ومتقاعدين وعاطلين عن العمل......الخ. فمن بقي إذن؟

فالمقال إذا يأتي في سياق  دق "ناقوس الخطر" من انتشار حزب التحرير ووصوله لجميع شرائح المجتمع بجميع مستوياته. فهل يعي هؤلاء الرويبضات أنّ القطار قد فاتهم وأنّ زمانهم قد شارف على الانتهاء أكثر من أي وقت مضى؟

17/3/2013