بسم الله الرحمن الرحيم

)سلسلة أجوبة الشيخ العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك(

جواب سؤال: حول حزب التحرير والثورة السورية

إلى مأمون شحادة Mamoun Shehadeh

 السؤال:

العلامة عطاء بن خليل ابو الرشتة

تحية وبعد

من مأمون شحادة / كاتب صحافي ومحلل سياسي

أود أن أسألكم، ما الدوافع التي جعلت من حزب التحرير السير بها نحو الانخراط في الثورة السورية، ولماذا ليس في مكان آخر؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن عملنا يا أخي هو هو لم يتغير في كل مكان لنا فيه إمكانية عمل... وعملنا هو حمل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة وفق الطريقة التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا منذ البعثة في مكة المكرمة إلى أن أقام الدولة في المدينة المنورة، فنتصل بالناس لدعوتهم إلى الحق، وأن الخلافة فرض عظيم يجب أن يعملوا لها... ونتفاعل مع الأمة في ذلك، عاملين معها ومن خلالها لتحقيق هذا الأمر. وكذلك فإننا نتصل بأهل القوة نطلب نصرتهم لإقامة الخلافة، وننصحهم أن لا يضيعوا جهودهم سدى في الاكتفاء بتغيير الأشخاص دون تغيير كامل النظام الوضعي العلماني،

بل أن يبذلوا جهودهم وقوتهم وتضحياتهم في تغيير النظام الوضعي من جذوره بحكامه وقوانينه، وإقامة الخلافة...

ونوضح لهم هذا الأمر بتمامه كما جاء في الإسلام، فالذي يستجيب لنا نوجهه الوجهة الصحيحة، والذي لا يستجيب فلا نستطيع إرغامه على الاستجابة بل ندعو له بالهداية...

هذا ما نقوم به قبل الثورات وخلالها وبعدها... غير أن أحوال الثورات أوجدت مجالاً أوسع لجعل الناس يستمعون كلمة الحق دون خوف من الأجهزة الأمنية كما كان في السابق حيث كانوا يبتعدون عنا خشية الأجهزة الأمنية، ولهذا يلاحظ اليوم التفاف الناس حولنا وإقبالهم علينا، ووجود حركة تفاعل حية قوية بيننا وبينهم، وهكذا لوحظ اتساع المجال للدعوة التي نحملها أكثر من قبل لأن حاجز الخوف قد أزيل من أمام الناس...

ومن هنا جاءت ملاحظتُك عن قوة حركتنا وازديادها في الأمة عن ذي قبل، وذلك ليس لأننا لم نكن نعمل من قبل، ولكن لأن الناس كانوا قبل الثورات يخافون من التوجه نحونا خشية الأجهزة الأمنية التي كانت تلاحقنا وتلاحق كل من يتصل بنا، فكان هذا يسبب عرقلة لأعمالنا ويضع حاجزاً أمام الناس إذا أرادوا الاقتراب منا...

وللعلم فإن عملنا ليس ملحوظاً بقوة في مناطق الثورات فحسب، بل هو كذلك في مناطق أخرى، وأحياناً يكون أكثر زخما من مناطق الثورات...، ولعلك ترى وتسمع أن نشاطنا في باكستان مثلاً واضح بقوة كما تلحظه في سوريا أو نحو ذلك، مع أن باكستان لا يوجد فيها حالياً ثورة...

والخلاصة أن عملنا كان قبل الثورات، ولكنه اتسع بشكل لافت للنظر خلال الثورات، وبخاصة في سوريا، وذلك لأن حاجز الخوف قد انهار أمام انتفاضة الناس على الظلم والطغيان...

هذا هو الجديد في الأمر، ولكننا كنا نعمل قبل الثورات وخلالها بعدها.

أما إن كنت تقصد بكلمة "الانخراط في الثورة" أن جناحاً عسكريا أصبح لنا، فهذا خطأ وغير وارد، فليس لنا جناح عسكري لا سابقاً ولا لاحقاً، فنحن حزب سياسي مبدؤه الإسلام، لا يقوم بالأعمال المادية في مرحلة الدعوة، وإنما يطلب نصرة أهل القوة ليمكنوه من إقامة الدولة كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية، وعسى أن يكون قريباً، ((إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)).

 
أخوكم عطاءبن خليل أبو الرشتة

رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك