التاريخ الهجري 3 جمادى الأولى 1437هـ                                                                                                  رقم الإصدار: 16/ 1437

التاريخ الميلادي الجمعة, 12 شباط/فبراير 2016م                                                                                                                     

 

 

 

 بيان صحفي

أيّها المسلمون في بلد عقبة:

هذا مستعمر يمدّ حباله من بلادكم ليخنق بها ليبيا... فاقطعوها

ما زالت أمريكا تواصل عدوانها على بلاد المسلمين بكلّ أصناف الأسلحة، في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها، وقد جنَّدت معها حكام المسلمين الخونة، ثم تبعها حلفاؤها وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا، في حلف استعماريّ صليبي قاتل يضمّ 40 دولة يشاركون أمريكا الحقد على الإسلام والمسلمين، والجميع يسوق الحجج المتهافتة بأن كل هذا الحشد من أجل محاربة تنظيم الدّولة والقضاء على الإرهاب! وها هي أمريكا تدقّ طبول الحرب على ليبيا، يتبعها الحلفاء والأتباع، والذّريعة هي نفسها: القضاء على تنظيم الدّولة والإرهاب! فمن يصدّق أنّ الحرب الاستعماريّة العالميّة التي تشنّها القوى الكبرى هي من أجل هزيمة تنظيم مسلّح لا يزيد عن كونه مجموعة مسلّحة محدودة العدد والإمكانيات مهما ضخّموا من شأنها؟؟؟

أمّا حكّام تونس فقد تبنّوا كلّ مقولات المستعمر ومفاهيمه وانخرطوا في حلفه الآثم القاتل. فالباجي قائد السبسي قال يوم 2016/02/04 أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية "الدول الصديقة التي تفكر في التدخل في ليبيا أقول لها لا تفكروا في مصالحكم فقط، فكروا في مصالح الدول المجاورة لليبيا وفي مقدمتهم تونس". وفي 2016/02/10 وضّح الجهيناوي وزير الخارجيّة قول السبسي فقال: "في حال ارتأت القوى العظمى لأسباب تهمها، (هكذا) التّدخل لغاية ضرب الإرهاب في ليبيا، فلتتدخل، شريطة أن يتم وضع تونس في الصورة، لأخذ احتياطاتنا على المستوى الإنساني، ...".

إن رئيس تونس ووزير خارجيّته لا يريان ضيرا في قصف ليبيا واستعمارها، فالدّول الاستعماريّة المعتدية على بلاد المسلمين هي دول صديقة عند السبسي، وهي عند الجهيناوي دول عظمى تفعل ما تشاء ولا تتدخّل تونس في شؤونها (كأنّ ليبيا جزء من أوروبا وليست امتدادا طبيعيّا لتونس). وما يزيد الأمر فداحة أنّ وزير دفاع تونس يباهي بإكمال الجدار العازل بين تونس وليبيا في وقت قياسيّ، والحكومة في تونس تتأهّب لاستقبال ضبّاط من ألمانيا ومن أمريكا لتدريب جيش تونس كيف يراقب الحدود ويُحكم الحصار على ليبيا. إنّه الصغار والذلّ، إنّه الخزي والعار؛ أن تقحمنا حكومة العجز والخيانة في قتل إخوتنا في ليبيا.

أيّها الضبّاط أيّها الجنود: ليس جنود أمريكا وضبّاطها بأقدر منكم، فقد علمتم وهنهم وجبنهم في العراق وأفغانستان وسوريا. وإن التصدّي لجرائم تنظيم الدولة لا يكون بالاستعانة بأمريكا وأحلافها، فهؤلاء لا يهمهم تنظيم الدّولة وجرائمه (وهم أعظم منه جرما) بل يهمهم مصالحهم وهيمنتهم على المنطقة، إنّما التصدّي لجرائم تنظيم الدّولة يكون بأيديكم وأنتم الأقدر على ذلك فلا تحتاجون معه إلى مستعمر يهينكم ويسيطر على جيشكم وأمنكم.

وإننا لنعلم أن تنظيم الدّولة يقتل من أبناء المسلمين ويعتقلهم ومن بينهم شباب حزب التحرير، ولكننا ندرك كذلك أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأشياعهم يحشدون الحشود، ليس لإزالة تنظيم الدّولة، بل للهيمنة على المنطقة بإعداد الحل الاستعماري لنظام الحكم في ليبيا، وتقوية نظام العمالة في تونس ويكون النظامان مدخلاً لوأد ثورة الأمّة واستقرار هذا الاستعمار، من جديد والحيلولة دون عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

لذا فإننا نتوجه إلى المسلمين في بلد الزيتونة وندعو كلّ الفاعلين وأهل القوّة في هذا البلد:

أن الواجب أن تُقطع حبال هذا المستعمر التي تريد أن تلتفّ على بلاد المسلمين، ويعينه على ذلك حكام باعوا دينهم وشرفهم بدنيا غيرهم! وإن قطع هذه الحبال وهي في بدايتها أسهل وأيسر من الانتظار حتى تشتد وتمتد إلى السهول والجبال... وإن حزب التحرير يستنهض هممكم، ويستحث عزائمكم لتقفوا وقفة يحبها الله ورسوله، فتبطلوا هذه المواقف المخزية التي ما انفكّ يتخذها الباجي قايد السبسي "القائد الأعلى للقوّات المسلّحة" وحكومته، من قبل أن تجدوا بلادكم وأهلكم وقد أحاط بهم الأعداء فتندموا ولات حين مندم. أليس منكم رجل رشيد ينكر على الحكام خيانتهم لله ولرسوله والمؤمنين...؟! أليس منكم رجل رشيد يغار على دينه وعرضه وأمّته وبلده فيقف في وجه المستعمر ويقطع حبالهم...؟!

﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية تونس

للمزيد من التفاصيل