بسم الله الرحمن الرحيم

نداء من محراب المسجد الأقصى إلى الإخوة في باكستان وأفغانستان.

الحمد الله رب العالمين حمداً يُبلغنا نصره ورضوانه وصحبة رسوله، والصلاة والسلام وعلى رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

أيها الإخوة والأحباب في الله:

من محراب المسجد الأقصى المبارك نتوجه إليكم إخوتنا في أفغانستان وباكستان ونزجي إليكم هذا الخير من الأرض المقدسة المباركة سائلين الحق سبحانه أن يقع هذا الخير في قلوبكم فتنقبلوا به في رضوان من الله ونصر عزيز.

أيها الأحبة في الله:

نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) ‌وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٥) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 102-108] 

نخاطبكم بقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ‌وَمَنْ ‌يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: 51-52] 

هذا نداء الله فيكم وهذا خطاب الله لكم، وهو ما يدعوكم إليه حزب التحرير وأهل بيت المقدس من المسجد الأقصى المبارك... فهل أنتم مجيبون؟؟ فهل أنتم ملبون؟؟

يا أهلنا في بلاد الأفغان: ندعوكم جميعاً باشتون وأوزبك وطاجيك، ندعو كل مسلم في تلك الديار الطيبة إلى قول الله تعالى: ﴿‌وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾، وتوجهوا إلى إخوتكم في باكستان فهم أولو قوة ونخوة وإسلام لتكونوا معهم أمة واحدة فتجتمع قوتكم مع قوتهم لإقامة الخلافة التي تقيم الدين وتوحد المسلمين.

ونحذركم من الركون إلى الظالمين وأعداء الإسلام، قال تعالى: ﴿وَلَا ‌تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [هود: 113] 

 يا أهلنا وأحبتنا في باكستان وأفغانستان:

لقد خاطبناكم بآيات الله وكلماته ونوجز نداءنا إليكم في سبع نقاط تهدي إلى رضوان الله تعالى:

أولا: أنتم الإخوة والأهل وأهل الحلقة والجهاد في سبيل الله، ندعوكم إلى ما دعاكم الله إليه من الوحدة والتعاون على البر والتقوى ونصرة الإسلام، والعمل لإقامة دين الله وحمله رسالة خير وهدى ورحمة للعالمين.

ثانيا: ندعو جيش باكستان بشكل خاص ليقوم بواجبه فيأخذ زمام المبادرة وينقذ البلاد من عملاء أمريكا والغرب، ويزيل الحدود التي وضعها الاستعمار بين بلاد المسلمين، فيجمع باكستان وأفغانستان لتكون نقطة ارتكاز لإقامة الخلافة الراشدة وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم

ثالثا: إن إقامة الخلافة وإقامة الدين وتوحيد المسلمين وطرد أمريكا والغرب من بلاد المسلمين وتحرير المسجد الأقصى، فرائض عظيمة لا ينهض إليها إلا من أخلص لله تعالى إخلاصاً خالصاً، ولم يخش إلا الله تعالى، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]، وظننا فيكم أنكم أهل لهذا الخير، فانهضوا إليه بقوة وعزيمة والله معكم ورسوله وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير.     

رابعا: لقد انطلقت دعوة الإسلام من مكة المكرمة "من البيت الحرام"، وسعى رسول الله صلى الله عليه وسلمفي طلب من ينصر الإسلام حتى أكرم الله أهل المدينة المنورة "الأوس والخزرج" بنصرة دينه وإقامة دولة الإسلام الأولى، وكذلك دعوة حزب التحرير قد انطلقت لإقامة الخلافة من المسجد الأقصى المبارك مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو يجوب بلاد المسلمين يطلب نصرة كنصرة الأوس والخزرج لإقامة الخلافة على منهاج النبوة بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) رواه احمد، وإنّا أيها الإخوة نستبشر بكم خيراً كما استبشر رسول الله صلى الله عليه وسلمخيراً بوفد الأنصار، فأجيبوا داعي الله وانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.  

خامسا: إن استجابتكم ونصرتكم للإسلام ودعوة حزب التحرير، ستنزلكم عند الله منزلة كمنزلة الأنصار الأوائل الذين آووا ونصروا، وهذا واللهِ هو الفوز العظيم، واعلموا أن قوة الله العزيز الجبار معكم فهو القاهر فوق عباده بيده الملك يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

سادسا: لا تهولنَّكم أمريكا والغرب ولا تجزعوا من كثرة عتادهم وجيوشهم فهم أوهن من بيت العنكبوت، وانسحابهم الذليل من بلادكم خير شاهد، والله عز وجل قد بيّن ذلك فقال: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ ‌الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ ‌الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 41]، فبيت العنكبوت لا يؤوى إليه، ولا يستقيم على أمر.

سابعا: نختم بقول الله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 24-25]، فهذه دعوتنا لكم وفيها الحياة والفوز في الدنيا والآخرة، فاستجيبوا لداعي الله تفلحوا.

اللهم بلغ عنا هذا الخير واشرح صدور المسلمين إليه واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً، وصل اللهم وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، والحمد لله رب العالمين.

الجمعة 19 محرم 1443ه                                                                         حزب التحرير

الموافق 27/8/2021                                                                       الأرض المباركة فلسطين