أصدر حزب التحرير- فلسطين بيانا توضيحيا للرأي العام ووزع في كافة أرجاء فلسطين، حول تصرفات أجهزة دايتون الأمنية ضد شباب حزب التحرير وضد أهالي مدينة قلقيلية، في الوقت الذي تركت هذه الأجهزة كعادتها أهل القدس عرضة للقتل والتنكيل على يد قوات الاحتلال اليهودي التي اقتحمت المسجد الأقصى المبارك، وهذا هو نص البيان:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
حين كان جيش الاحتلال اليهودي ينكل بالمسلمين في ساحات المسجد الأقصى
كانت أجهزة السلطة تنكل بالمسلمين في قلقيلية من أجل منعهم من عقد ندوة في ذكرى هدم الخلافة
 
كان من المقرر أن تعقد بعد عصر يوم الجمعة 5/3/2010 ندوة لشباب حزب التحرير في قاعة بلدية قلقيلية بعد الاتفاق مع البلدية على ذلك، ولكن أجهزة السلطة منعت البلدية من فتح القاعة وحولت محيطها إلى ثكنة عسكرية، وعندما توجه شباب الحزب والضيوف بعيد الصلاة إلى القاعة، بادأتهم القوات "الباسلة" بالضرب والتنكيل واعتقلت نحو 30 من شباب الحزب، خدمة للكفار وإعانة لهم على محاربة الخلافة والعاملين لها، وفي تجسيد واضح للتقاسم الوظيفي بين جيش الاحتلال وأجهزة السلطة، فهؤلاء يقمعون ويبطشون بالمصلين في ساحات الأقصى وهؤلاء يقمعون ويبطشون بأهل قلقيلية.
 
لقد منعت السلطة بالقوة الغاشمة عقد ندوة يحضرها مئات الضيوف، ولكن هذا لن يمنعنا من الصدع بالحق، وقد عاهدنا الله على ذلك، بل إننا رأينا أن نوسع دائرة الخير فننشر ملخص محاضرتي الندوة لا ليصل إلى مئات في قلقيلية فقط، كما في الندوة، بل إلى عشرات الألوف من أهل فلسطين. وهذا هو الملخص:
 
ملخص محاضرة (الخلافة: معوقات ومبشرات)
 
تبين المحاضرة أن هدم الخلافة كان ثمرة جهود مضنية وعقود بل قرون من الكيد والتآمر والتخطيط من القوى الغربية الاستعمارية، والتي انتهجت طرقاً مختلفة وتوسلت إلى تحقيق هذه النتيجة بوسائل شتى، فهدم الخلافة كان ولا زال الإنجاز الأول والأهم الذي استطاع الغرب تحقيقه في صراعه مع الحضارة الإسلامية منذ بزوغ فجرها وإقامة دولتها الأولى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة إلى يومنا هذا.
 
ومن أدرك نظرة القوى الغربية الاستعمارية للخلافة في تاريخها وفي مستقبلها المرتقب يدرك حجم الاهتمام الذي تبديه هذه القوى في سبيل إعاقة عودة الخلافة من جديد. ولتحقيق ذلك انتهجت القوى الغربية الاستعمارية العديد من الطرق والأساليب للحيلولة دون عودة الخلافة منها التضليل الفكري، التضليل الإعلامي، التضليل السياسي، وآخر سهم في كنانة تلك القوى كان تسخير ما بات يعرف بحركات الإسلام المعتدل لإجهاض مشروع الخلافة.
 
وتتحدث المحاضرة أن قوة مبدأ الإسلام الفكرية، ورسوخه في أعماق المسلمين، ووجود طليعة من الأمة حملت مشروعها الحضاري المتمثل بالخلافة، قد عجل من إفاقة الأمة الإسلامية من التخدير الذي اعتراها وحالة التيه التي شهدتها، مما دعا الأمة من جديد أن تلتف حول مشروع الخلافة ليصبح أملها المنشود، وبوابة للفجر القادم، فالعاملون للخلافة اليوم باتوا منتشرين في أصقاع العالم وباتت دعوة الخلافة تلاقي قبولاً واسعاً منقطع النظير.
 
لقد جابت دعوة الخلافة العالم وباتت الأمل المنشود للمسلمين جميعاً ولم تعد عودة الخلافة أمراً وهمياً أو خيالياً بل أمراً واقعياً قابلاً للتحقق في كل وقت بل إنه هو المستقبل المرتقب الذي يتطلع إليه المسلمون وتخشاه القوى الغربية الاستعمارية.
 
ونحن إذ نؤكد حقيقة دنو الخلافة لا نبالغ ولا نزيد عن وصف الواقع الذي تحياه الأمة والعالم، وللدلالة على ذلك أتت المحاضرة على ذكر جملة من توقعات الغرب وتخوفاته حيال قيام الخلافة، وشخصت واقع الأمة وأين وصلت في تهيؤها لإقامة الخلافة، واسترشدت بالنصوص الشرعية التي تبشر بدنو عودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وفتح روما وانتشار الإسلام وظهوره.
 
وأكدت المحاضرة أن التعامل مع الخلافة قد بدا على لسان الخبراء والكتاب الغربيين كحقيقة قائمة مما دعا الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي المشهور جون شيا أن يوجه رسالة للرئيس الأمريكي بعنوان (حتمية المصالحة مع دولة الخلافة الخامسة) قال فيها: ( الحقيقة الجليَّة هي أنَّه لا يستطيع أي جيش في العالم، ولا أيَّة قوَّة عسكريَّة - مهما بلغت درجة تسليحها - أن تهزم فكرة. يجب أن نقرَّ بأنَّنا لا نستطيع أن نحرق قادة هذه الفِكْرة في كلّ بلاد الشَّرق الأوسط، ولا أن نحرق كتُبَها، أو ننشر أسرارها؛ ذلك لأنَّ هناك إجماعًا بين المسلمين على هذه الفكرة.)
 
وفي خاتمة المحاضرة كان هناك بشارة ونداء للأمة بالقول(إننا نبشركم بقرب الخلافة ودنوها واجتيازها لكل المعوقات والحواجز، فالخلافة اليوم يكاد أن يبزغ فجرها مع كل صباح يلوح، فهي-بإذن الله- أقرب من طرف العين، فاغتنموا هذه الفرصة لتكونوا من عمّالها والساعين لها، ليكتب في صحائفكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة أنكم أنتم من أقمتم الخلافة أو شاركتم في إقامتها، وما يدريكم لعل الله أن يطلع عليكم كما اطلع على أهل بدر وهم من نصروا الدين وأقاموا وذادوا عنه فيقول لكم كما قال لهم افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم، فذاك والله الخير العميم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.)
 
ملخص محاضرة (الخلافة حقيقة كبرى لا خيال)
 
قال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)   
 
نستطيع أن نقول بكل اطمئنان ويقين أن الحكم بما أنزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو فرض واجب، وأن تركه إثم عظيم ومعصية كبيرة، وأن الطريقة الشرعية للحكم في الإسلام هي الخلافة لا غير.
 
إن الدولة الإسلامية هي خليفة يطبق الشرع، وهي كيان سياسي تنفيذي لتطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها، ولحمل دعوته رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد. فالخلافة حقيقة شرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع صحابته، وهي بعد ذلك حقيقة تاريخية كبرى، حكمت العالم وفتحت قلوب العباد والبلاد، وهي اليوم حقيقة سياسية كبرى صارت شغل الكفار وهمهم الأكبر سواء في أمريكا أو أوروبا أو روسيا وحتى الصين والهند.
 
أيها المسلمون: بالله عليكم انظروا إلى أين وصلنا وكيف تجري المغالطات في الحقائق، فكون الإسلام قوة لا تغلب هي حقيقة، ولكن جرى التشكيك في هذه الحقيقة حتى أصبح الرأي أن هذا ليس حقيقة أو كان حقيقة في أول الإسلام ثم تغير الزمن فلم تعد حقيقة، ومثلها ما يجري من تضليل حول حقيقة الخلافة شرعيا وتاريخيا وواقعيا.
 
ولذلك لا بد من الانتباه للمغالطات، ولا بد من التمسك بالحقائق والقبض على الحقيقة بيد من حديد، ولا بد من العمق في الفكر والإخلاص في التفكير للوصول إلى الحقائق. ومن أخطر ما يحصل لعدم الانتفاع بالحقائق هو إهمال حقائق التاريخ، ولا سيما الحقائق الأساسية فيه ذلك أن التاريخ فيه حقائق ثابتة لا تتغير، وفيه أراء وليدة ظروف فالآراء التي هي وليدة ظروف ليست حقائق. 
 
وأما آية سورة النور آية 55، آية الوعد الحق والبشرى الكريمة وهي قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
 
ففيها وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، وفيها البشارة لمن جاء بعدهم وسار على نهجهم.
 
أيها المسلمون: ها هو الزمان قد دار دورته وعاد الإسلام كما بدأ، وهذا ما عليه المسلمون منذ هدم خلافتهم وقد مضى عليهم قرابة التسعين سنة وهم في ظلم وخوف، يستمر الكفار والأعداء فيهم تقتيلا وتشريدا، ودعوة الخلافة اليوم قد مضى عليها قرابة الستين سنة وهي تترسم طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة الراشدين، فإننا نطمع بقرب تحقيق وعد الله وان تكون لنا الثانية كما كانت الأولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ولمن جاء بعدهم.
 
نسأل الله أن يجمعنا في ظل الخلافة الراشدة الثانية قريبا إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين . انتهى...
 
19 ربيع الأول، الموافق ‏05‏/03‏/2010   
                     حزب التحرير – فلسطين