بسم الله الرحمن الرحيم
سلطة دايتون - مولر الفلسطينية تحاربكم في دينكم وتوردكم المهالك
فأنكروا عليها وكونوا لها بالمرصاد
 
كما هو دأبنا في كل عام، نحيي في القارات الخمس ذكرى الفاجعة الأليمة، التي أصابت الأمة في وحدتها وفي تطبيق دينها، حين هدمت دولة الخلافة الإسلامية في الثامن والعشرين من رجب عام 1342هـ، الموافق للثالث من آذار عام 1924م، لنذكر الأمة وندعوها للعمل معنا في هذا الفرض العظيم.
 
وفي هذا العام، أعلنّا في فلسطين عن مسيرة في رام الله تحت شعار (انتصار الثورات هو التغيير الجذري بإقامة الخلافة)، فوافقت عليها السلطة ثم منعتها في اللحظات الأخيرة، وحولت الضفة الغربية إلى ثكنة عسكرية، وأغلقتها على نمط الاحتلال اليهودي: حواجز "عسكرية"، تفتيش للسيارات وقوائم للمطلوبين، وغير ذلك. ولذلك استعضنا عن مسيرة رام الله، بتسع مسيرات في مختلف مدن الضفة الغربية وبعض بلداتها، وكذلك بوقفة احتجاجية، في رام الله / دوار المنارة، انطلقت كلها في وقت واحد. ولقد تعرضت كل مسيرة تمكنت أجهزة السلطة من الوصول إليها قبل انفضاضها إلى عدوان همجي، بالرصاص الحي والعصي والغاز، و"البلطجية"، عدوان لا يليق إلا بوحوش الغاب، ويجافي القيم الإنسانية، عدوان لا شبيه له إلا عدوان جيش الاحتلال اليهودي.
 
لقد كشفت كيفية قمع هذه المسيرات السلمية التي ما انطلقت إلاّ لتذكر بقضية الإسلام الأولى: الخلافة التي تطبق شرع الله وتوحد المسلمين وترفع عنهم الذل وتخلصهم من الاحتلال والاستعمار، نقول لقد كشفت كيفية قمعها، حقيقة أن السلطة والقائمين عليها هم من ألدّ أعداء الإسلام، وأعداء العاملين له الحاملين لدعوته، وأنهم أعداء لأهل فلسطين، وعملاء مخلصون للكافر المستعمر واليهود، لأن معاداة الخلافة والعاملين لها، هو من عمل الكفار؛ وكل من يحارب مشروع الخلافة والعاملين لها، هو عميل للكفار، خائن لله ولرسوله وللمسلمين.
 
أيها المسلمون، يا أهل فلسطين:
 
إن السلطة تحارب الإسلام باعتقال حملة دعوته وسجن المجاهدين والتجسس عليهم ليهود، وهي توردكم موارد الهلاك، وتعمل على إذلالكم، ونهب أموالكم، وإفساد أبنائكم وبناتكم ونسائكم، وأمور دينكم ومعاشكم.
 
فهي تنهب أموالكم بالضرائب الباهظة، والجمارك والمكوس، وما يسمى بالضابطة الجمركية التي تعمل كقطاع الطرق، فتستولى على أموال الناس بالقوة والقهر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا يدخل الجنة صاحب مكس)، ويجب أن تعلموا أن معظم الأموال التي تـُنهب منكم، تـُصرف على الأجهزة الأمنية، فمعظم ميزانية السلطة تذهب لها، ويذهب الفتات للتعليم والتطبيب، أي أنكم تدفعون تكاليف إذلالكم والتجسس عليكم، وحماية أمن المستوطنين اليهود من جيوبكم.
 
والسلطة قد اتبعت منهجاً في التعليم يؤدي إلى تجهيل أبنائكم، فأصبح الطالب الصغير لا يستطيع حمل حقيبته المدرسية من كثرة الكتب العقيمة التي فيها، فهي أعلى من مستواه بسنوات، ومعظمها تعلمه المثل الغربية والاختلاط وفصل الدين عن الحياة، والمفاهيم العلمانية، وأصبح التعيين في المدارس يتم على أساس "الواسطة" والانتماء التنظيمي بغض النظر عن أهلية المعلم.
 
أما على صعيد الإفساد الخلقي، فإنها تكثف جهودها في النشاطات المصممة لاختلاط الذكور بالإناث، وبرامج التمثيل والموسيقى والرقص، والبرامج التي تضعها المؤسسات الأجنبية، وتدخل إلى مدارسنا لنشر الثقافة الغربية الفاسقة، وإرسال الأطفال واليافعين إلى خارج البلاد ليعيشوا مع الأسر الأجنبية في هذه السن الحرجة، كل ذلك أصبح جزءاً أساسياً من نظام التعليم والبرامج الثقافية، في عهد السلطة المقيت.
 
وقل مثل ذلك في برامج إفساد المرأة، فمن مسابقات "ملكة الجمال" إلى مباريات كرة القدم النسائية، ونشر الميوعة وتيسير الرذيلة، إلى البرامج والمؤسسات الغربية التي أصبحت تغزو كل مدينة وقرية، ومثل المؤسسات الغربية أخرى محلية كثيرة تحظى بدعم أجنبي كبير، وانظروا حولكم وفي الصحف تجدوها في تزايد وانتشار. وتعمل السلطة بشكل محموم لتشريع قوانين جديدة تسميها "عصرية"، مأخوذة من الكفار، تتعلق خصوصاً بالمرأة، تهدف في مجملها إلى تسهيل الرذيلة، ورفع ولاية الرجل عن عرضه بقوة القانون.
 
أما على الصعيد السياسي، فإن منظمة التحرير منذ نشأت، ومن بعدها وليدتها السلطة الفلسطينية تسير في طريق بيع فلسطين، فهي بتواطؤ من الدول العربية والدول الاستعمارية نقلت القضية من قضية تحرر وتحرير من البحر إلى النهر، إلى قضية تفاوض على 18% من فلسطين، واعترفت بالكيان اليهودي الغاصب على بقية فلسطين، بما في ذلك القدس، ناهيك عن تعاونها مع الاحتلال في حماية أمنه، وملاحقة المجاهدين، والتجسس عليهم وتسليمهم إليه.
 
أيها المسلمون، يا أهل فلسطين،
لتعلم السلطة ومن وراءها من الكفار الذين يرتعدون خوفاً لذكر اسم الخلافة، أننا ماضون في أعمالنا بإذن الله لا يصدنا عنها شيء أو نموت في سبيلها، ولتعلم أن تصديها لأعمالنا، لا يزيدنا إلا إصراراً على المضي فيها، ونقول للسلطة: إن لكم عبرة فيمن سبقوكم في محاربة الإسلام ومحاولة إخفات صوتنا، كيف فشلوا وأُلقوا في مزابل التاريخ أو هم يسيرون إليها على عجل، فانظروا حولكم. وأعلموا أن الخلافة ستحاسب من حارب دعوتها حساباً عسيراً، ولعذاب الآخر أكبر لو كنتم تعلمون.
 
أيها المسلمون، يا أهل فلسطين،
إن الله تعالى سائلكم يوم القيامة، عن كل هذا، إنه سائلكم لم سكتـّم ولم تنكروا عليهم، لمَ لمْ ترفعوا أصواتكم عالية مدوية في وجوههم، ولم تأخذوا على أيديهم، قال صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم، كما لعنهم)، فربكم سبحانه وتعالى أمركم ألا تسكتوا، وأن تنكروا عليهم، وإن لكم في بلدان الثورات لعبرة، فإن سكوتها على حكامها زمناً طويلاً قد كلفها دماً وشهداء كثيرين حين أرادت أن تستعيد سلطانها المغصوب وتتحرر من ربقة العبودية للحاكم، فتداركوا أمركم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
 
أيها المسلمون،
أعلموا أن مآسيكم كلها، لا تنتهي إلا بدولة الإسلام، وأن عزكم ورفعة شأنكم، ورضى ربكم لا يكون إلا بدولة الإسلام، دولة الخلافة، فاعملوا لها تكونوا بإذن ربكم من الفائزين.
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
7 شعبان 1432هـ،
الموافق 8/7/2011م.                                                                       حزب التحرير - فلسطين