بسم الله الرحمن الرحيم

الأمم المتحدة هي طريق تثبيت الاحتلال،

وتحرير فلسطين يكون فقط باستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لاجتثاث كيان يهود من جذوره

 

في خطاب ملؤُه المطالبات الذليلة والاستعطاف المنكسر والتباكي حول مآسي أهل فلسطين، طالب رئيس السلطة محمود عباس الأمم المتحدة أمس الأربعاء30/9/2015 بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وأكد على ضرورة السلام للمنطقة تجنباً للحروب الدينية وحرصاً على الشعب "الإسرائيلي" -الذين وصفهم بالجيران- والفلسطيني على حد سواء، وزعم أن أهل فلسطين يعلقون الآمال على الأمم المتحدة ودولها لتمكينهم من نيل حريتهم واستقلالهم وسيادتهم.

واعتبر عباس أن سلطته لا يمكنها الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع يهود إذا استمرت حكومة الاحتلال في تعنتها وتقويضها لحل الدولتين، وأنه سيعمل على تنفيذ ذلك "بالطرق والوسائل السلمية والقانونية". ورحب بالمبادرات الأوروبية والفرنسية، وأكد أن إعلانه هذا يأتي بعد أن أفشلت حكومة الاحتلال مساعي الإدارة الأمريكية.

وهذا الخطاب يظهر حالة اليأس التي أصابت السلطة ورجالاتها بعد فشل كل المبادرات الإقليمية والدولية وتعنت حكومة نتنياهو الليكودية ومضيها في الاستيطان والعدوان  المستمر على المسجد الأقصى والسعي لتقسيمه زمانياً ومكانياً.
ورغم هذا الفشل الذريع تصرّ السلطة ورجالاتها على التعلق بالأمم المتحدة والدول الاستعمارية ومبادراتها ورهن مسرى رسول الله صلى الله عليه  وسلمللقوى الغربية، غافلين عن قول الحق سبحانه "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"

إن الأمم المتحدة كانت ولا زالت أداة استعمارية بيد الدول الكبرى، وهي التي مكنت كيان الاحتلال من الأرض المباركة وشرّعت تقسيمها، وهي التي صمتت على مجازر يهود بل أقرتها  بحق أهل فلسطين، فهل يَطلب منها الإنصاف والعدل عاقل؟! وهل يَلجأ لحضنها إلا أعمى البصر والبصيرة؟!

إن الدول الكبرى التي يتطلع عباس وسلطته لجهودها ومبادراتها هي دول عدوة للإسلام والمسلمين، وهي دول ملطخة أيادي جنودها بدماء المسلمين، وهم أولياء ليهود "أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ" فالكافرون بعضهم أولياء بعض "وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ" والله ولي المتقين.

فهل يطلب الحماية من العدو إلا من كان على قلبه غشاوة وأنس بالكافر وانسلخ عن أمته؟! أيُناشد عباس القوات الدولية وبان كي مون لحماية أهل فلسطين من جرائم يهود، ولا يتكلم بكلمة واحدة يخاطب فيها جيوش الأمة لتقوم بدورها فتحرر فلسطين والأقصى؟! ولم لا يطلب عباس "نسمة" حزم من أولئك الذين يجردون جيوشهم وأسلحتهم لحرب أمتهم بدل أن يحاربوا يهود ويحرروا فلسطين؟! أليست هذه المغالطات وهذا التضليل حرفاً للقضية عن حلها الصحيح وتضييعاً لها وتآمراً عليها؟!

ممن يطلب الحماية؟!!، هل يطلبها من الجيش الأمريكي أم البريطاني أم الروسي؟!!! ... وكأنه لم يسمع بجرائم الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان وفيتنام والصومال... ولم يسمع بجرائم الجيش البريطاني في فلسطين والعالم الإسلامي ... ولم يسمع بجرائم الجيش الروسي بحق المسلمين في الشيشان ومشاركته للصرب في ذبح مسلمي البوسنة وكوسوفا... واليوم الطائرات الروسية تدك أرض الشام المباركة... أم أنه يريد احتلالاً دولياً فوق الاحتلال اليهودي للأرض المباركة...

أيها المسلمون:

إن فلسطين أرض باركها الله بآيات تتلى، وفيها قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها معراجه إلى السماوات العلا، وخلاصها لا يكون إلا عبر تحريك الجيوش لتحريرها، وأي خيار آخر هو تضييع لها وتفريط بمقدساتها وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

إن يهود يمعنون في عدوانهم على المسجد الأقصى بشكل يومي، مما يستوجب رداً قوياً يزلزل كيانهم ويقتلع جذورهم ويخلص العالم من شرورهم، ولن يكون ذلك بالاستجداء ولا المفاوضات ولا عبر المحافل الدولية والمحاكم القانونية بل يكون بجيش يصدع بالتكبير ويتقدمه أمير المؤمنين ليحرر بيت المقدس كما فتحه الفاروق أول مرة وحرره صلاح الدين ثاني مرة، وإن أهل فلسطين يتطلعون لجيوش المسلمين لتتحرك لتحقيق بشرى رسول الله بقتال يهود وتحرير الأرض المباركة، ولا يتعلقون بحبال الأمم المتحدة ودولها ومنظماتها كما يزعم رئيس السلطة.

يا أهل الأرض المباركة:

ارفعوا صوتكم عالياً بأن منظمة التحرير وكل مخرجاتها لا تمثلكم وأنكم منها ومن مشاريعها الخيانية براء، وأعيدوا قضية فلسطين قضية للأمة الإسلامية لتضطلع بدورها وواجبها تجاهها.

الأرض المباركة فلسطين، ليست قضية وطنية وليست قضية قومية وليست قضية دولية، فلسطين أرض باركها الله ارتبطت بعقيدتكم ارتبطت بأمة محمدصلى الله عليه وسلم ، هي أرض باركها الله بكلماته وآياته وأوجب على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حمايتها والذود عنها والعمل على تحريرها...فهذا الخطاب الذي يجب مخاطبة العالم به...

يا أهل القوة والمنعة، أيها الجنود والضباط في جيوش المسلمين:

الجيش الأردني وحده قادر على تحرير الأرض المباركة، والجيش المصري وحده قادر في ساعة من نهار أن يقضي على كيان يهود، وكذلك الجيش الباكستاني والتركي والإيراني ..فكل واحد من هذه الجيوش قادر على إنهاء هذه القضية فكيف إذا جتمعت هذه الجيوش على قلب رجل واحد يقودها إلى رضوان الله والجنة... فإن لم تتحرك هذه الجيوش لما أمرها الله فلسوف يأتي الله تعالى بقوم يحبهم ويحبونه ينجز وعده على أيديهم، قال تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ(

إن المسجد الأقصى لا زال يناديكم ويستصرخ فيكم إيمانكم ونخوتكم فأنتم أهله بإذن الله، فاستجيبوا لداعي الله فيكم، وهلمّوا لتحريره وتطهيره فليس يداني ذلك شرف ومكانة في الدنيا والآخرة، ولا تلتفتوا للحكام المبطلين الداعين للخيانة والتفريط بل كونوا جنداً مخلصين تدافعون عن أمتكم ومقدساتكم وأقصاكم، والله معكم ولن يتِرَكم أعمالكم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(

 

17ذو الحجة 1436هـ                                                                                                                                              حزب التحرير

الموافق 1/10/2015م                                                                                                                                      الأرض المباركة فلسطين