الجمعة، 24 رمضان 1431 هـ           03/09/2010 م                                                 رقم الإصدار ص/ب ن 66/010
بيان صحفي
 
عباس لنتنياهو: لا نقبل من أحد أن يقوم بأي أعمال من شأنها الإساءة لأمنكم!!
 
لم تمنع مآسي أهل فلسطين التي يكابدونها منذ أكثر من ستين عاماً على يد عدو غاصب غاشم، لم تمنع عباس من تبادل الضحكات والابتسامات العريضة مع رئيس وزراء هذا العدو، وليس ذلك غريباً على من نكص عن كل اشتراطاته وطلباته ومرجعياته وذهب مهرولاً للتفاوض حول الأرض المقدسة. وإن عبارة عباس "لا نقبل من أحد أن يقوم بأي أعمال من شأنها الإساءة لأمنكم " تلخص جوهر وجود السلطة الفلسطينية.
 
ففي اجتماع مسرحي لم يخرج عن إدارة الولايات المتحدة للأزمة، أبدى رئيس وزراء كيان يهود صلفه وتعنته، مؤكداً مطالب كيانه بضرورة الاعتراف بيهودية "إسرائيل" وإعطاء المتطلبات الأمنية الأهمية القصوى، كما دعا نتنياهو عباس وسلطته للقيام بمهامهم الوظيفية؛ حيث أكد نتنياهو على أهمية الأمن بالنسبة لكيان يهود، بل وطالب نتنياهو عباس أن لا يقتصر على إدانة الحدث الأخير (عملية الخليل) بل لا بد من إلقاء القبض على مرتكبي العملية، وفي الحقيقة لم يكن نتنياهو بحاجة إلى إصدار هذا الطلب، فأجهزة "الأمن" الفلسطينية سبقت بوقت طويل قوات الاحتلال في نصب الحواجز على مداخل الخليل ومخارجها، والبحث والمتابعة في حركة محمومة لم يرَ أحد شيئاً من جنسها ولا ما هو أدنى منها، عند اعتداءات المستوطنين على الناس وحرق مساجدهم ومزارعهم.
 
بينما أكد عباس –بصورة ذليلة- لنتنياهو أن نوايا منظمة التحرير تجاه كيان يهود نوايا طيبة وأن أمنكم يلاقي اهتمامنا، وتفاخر عباس بأجهزته الأمنية في هذا السياق وبما قامت به من إلقاء القبض على السيارة المستخدمة في عملية الخليل الأخيرة ومن باعها ومن اشتراها.....
 
 
وأمام هذا الحدث فإننا في حزب التحرير- فلسطين نؤكد على الأمور التالية:
 
1.       إن هذه المفاوضات هي جريمة منكرة، ومخالفة تمام المخالفة للأحكام الشرعية وهي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وهي فصل جديد من فصول تصفية قضية فلسطين، تقترفها منظمة التحرير ووليدتها المسخ السلطة الفلسطينية في مسلسل التفريط بأرض الإسراء والمعراج.
2.       لا منظمة التحرير ولا غيرها من التنظيمات تملك التصرف بأي شبر من أرض الإسراء والمعراج، وكل اتفاقية تبرم بين منظمة التحرير أو السلطة أو غيرها، وبين كيان يهود، لا تلزم المسلمين بأي شيء وهي اتفاقيات باطلة.
3.       إن التعلق بمشاريع أمريكا والارتماء في أحضانها لن يورث صاحبه سوى الويل والثبور في الدنيا والآخرة، فلن يجني في الدنيا سوى الفضيحة السياسية والفشل وحساب الأمة العسير له حين تملك زمام أمرها، ويوم القيامة له عذاب عظيم على ما ارتكب من جرائم وخيانات.
4.       إن الاعتراض على هذه المفاوضات بالقول إنها عبثية أو إنها لا تحظى بغطاء وطني أو عربي، أو غير ذلك من العبارات المواربة، لا تختلف اختلافاً جوهرياً عن موقف السلطة إلا في الشكل والتفاصيل، بل الموقف الذي يمليه الإسلام هو القول إن أي تفاوض مع كيان اليهود حول الحلول والتسويات هو حرام شرعاً، وإن قضية فلسطين لا تحسم إلا في أرض المعارك مع جيوش المسلمين، التي تحرر كل شبر فيها بإذن ربها. ولقد بات تحقق ذلك في ظل الخلافة القادمة قريباً بإذن الله.
 
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)