التاريخ: 5من رمضان الخير 1430 هـ                                                        الرقم:ص/ب ن26/009                                      
الموافق:26/8/2009م 
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية تمارس التضليل ولا تفرق بين بناء دولة وتأسيس بلدية
أعلن سلام فياض في مؤتمر صحفي في رام الله يوم 25/8/2009 برنامج الحكومة الفلسطينية الثالثة عشرة والذي تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي فلسطين المحتلة عام 1967 في غضون عامين، وتضمن البرنامج "بناء المؤسسات القوية الفاعلة القادرة على تقديم الخدمات للمواطنين ..." وضرورة إقامة الانتخابات، واستعادة وحدة الوطن، والحاجة إلى مطار. وقال فياض في المؤتمر الصحفي "لن نقبل أن تستمر الفترة الانتقالية إلى ما لا نهاية، وسنعلن إقامة الدولة الفلسطينية، رغم كل العقبات التي تواجهنا"، وقال فياض لصحيفة التايمز (25/8/2009) إن السلطة " قد تختصر مفاوضات السلام وتعلن قيام الدولة بحلول منتصف عام 2011 بالتعاون مع الإسرائيليين أو بدونه"، ووصف هذه الدولة بأنها "دولة الأمر الواقع".
إن هذا يؤكد مدى التضليل الذي تمارسه السلطة على الناس، فمنظمة التحرير أعلنت قيام الدولة الفلسطينية سنة 88 على لسان رئيسها ياسر عرفات، وأعلنت السلطة زورا وبهتانا أن الأراضي التي دخلتها محررة من الاحتلال، والآن اكتشف فياض وسلطته الحقيقة التي يعتبرها أهل فلسطين أمراً بديهياً، وهو أن الدولة لا تقوم بلا سيادة، وأنه لا توجد لا دولة ولا سيادة، بل هي وهم وسراب وخداع.
وبرنامج حكومة فياض هذا يؤكد مستوى هبوط الوعي الذي وصل إليه الخطاب الفلسطيني الرسمي، والاستخفاف بعقول الناس حين يقدم لهم برنامجاً لإنشاء بلدية يسميها دولة، ويؤكد مستوى انحدار الغايات السياسية التي تحولت بشكل صارخ عن التحرير إلى التخدير، وعن مواجهة الاحتلال إلى التنافس الداخلي في صناديق الاقتراع أو الاقتتال على مكاسب شخصية في سلطة هزيلة.
إن القادة الذين تشربوا عقلية الغرب ومصالحه قد حوّلوا مسألة انشطار السلطة الفلسطينية إلى قضية حكومية وفصائلية مركزية مقدمة على موضوع تحرير فلسطين (التي صارت في عرفهم محصورة فيما احتل عام 1967)، وصار كل شيء عندهم مرهونا بما يسمونه الوفاق الوطني الذي يدور حول القبول بجزء يسير من أراضي فلسطين المحتلة مجاورة لدولة الاحتلال اليهودي، مما يؤكد على مدى التردي والتشرذم الذي وصلت إليه قضية فلسطين على أيدي السلطتين. ويؤكد أنهم يغردون خارج سرب الأمة.
وبدلاً من إعادة الكرة على الناس، ومحاولة إيهامهم بأن السلطة ستقيم لهم دولة جديدة تحت الاحتلال، كان حريا بالسلطة الفلسطينية وبفياض بعد اكتشافهم المذهل بأنه لا توجد دولة فلسطينية، ألاّ يكرروا الخدعة نفسها على أهل فلسطين، فيبيعوهم الوهم والتضليل، بل كان حرياً بالسلطة الفلسطينية ومعها منظمة التحرير أن تعيد النظر في وجودها والأساس الذي قامت عليه، وأن تعتذر لأهل فلسطين عما اقترفته بحق قضية فلسطين فحولتها من قضية كفاح مسلح وتحرير إلى قضية رواتب تُستجدى من الدول المانحة أعداء الأمة، وكان حرياً بالسلطة أن تعترف على رؤوس الأشهاد بأن فلسطين لا تحرر ولا يشملها سلطان دولة إلا بتحريك الجيوش والجهاد في سبيل الله.
إن لهذه الأمة رجالها المخلصين الذين يعملون معها ليل نهار على إقامة الخلافة القادرة على قيادة العالم وإنقاذه من الشقاء الذي أصابه جراء سياسات وأنظمة الدول الكبرى، وجراء تبعية الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين لتلك الدول المجرمة، والخلافة هي التي ستستجيب لصرخات الثكالى فتحرك الجيوش لنصرة أهل فلسطين، وإنا لمستبشرون بوعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلّم..
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}.