الجمعة 4 شعبان 1436 هـ                                                 22/5/2015م                                                 رقم الإصدار: ب ن /ص - 015/194

 

بيان صحفي

مؤتمر دعم القدس تطبيع مع الاحتلال وتناسٍ للنصرة والتحرير

أنهى مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي السادس "دعم القدس وتعزيز صمود المقدسيين.. الدور والواجب" أعماله يوم الخميس 21/5/2015 في الضفة الغربية بمقررات تحث على زيارة القدس وتوفير الدعم المالي ودعم السلطة في توجهها نحو المؤسسات الدولية، وقد شاركت في هذا المؤتمر وفود رسمية وشخصيات من الأردن وتركيا والسودان وروسيا وتونس ومندوب عن منظمة التعاون الإسلامي، في حين منع الاحتلال وفدا مصريا من دخول فلسطين للمشاركة في المؤتمر.

هذا وقد اعترض أهل القدس اليوم قبل صلاة الجمعة على زيارة أحمد هليل قاضي قضاة الأردن إلى المسجد الأقصى، وقام حراسه بضرب أحد كبار السن وإلقائه أرضا مما أثار حفيظة المصلين وأجج الاحتجاجات داخل المسجد الأقصى.

ونحن في حزب التحرير قد عودنا المسلمين على مواقفنا الواضحة تجاه القضايا والأحداث ونعبر عن مواقفنا بأقوال سياسية وفكرية واضحة جلية وأعمال جماهيرية منضبطة خلاقة بعيدة كل البعد عن الفوضى، كالذي حصل داخل المسجد الأقصى هذا اليوم حيث استغلت جهات مشبوهة تصرفات حراس القاضي السيئة وأشاعوا الفوضى داخل المسجد ومنهم من شتم الذات الإلهية وتلفظ بألفاظ نابية لا تليق بالمسلمين داخل المسجد أو خارجه، وأما موقفنا من المؤتمر ومقرراته فنبينها في الآتي:

أولا: إننا نؤكد على أن القدس كسائر فلسطين ترزح تحت احتلال عدو غاشم لا يرقب في أهلها إلا ولا ذمة، فهو قد قتل وهجر أهل فلسطين ومنهم أهل القدس، وهدم البيوت ودنس المقدسات في القدس والخليل وحرق المساجد في كثير من المدن، وخرب المزارع واقتلع شجر الزيتون ونهب المياه وصادر الأراضي وسجن وعذب الأسرى ولا زالت جرائمه ماثلة للعيان وتتكرر كل يوم، وهو يعمل على هدم المسجد الأقصى المبارك من خلال تقويض أساساته.

ثانيا: إن الأمة الإسلامية كافة تتحمل مسئولية تحرير فلسطين كاملة ومنها القدس لأن فلسطين أرض إسلامية باركها الله وجبلت بدماء الصحابة وغيرهم من جيوش الإسلام، وهي مغتصبة من عدو يهودي غاشم لا يجوز التنازل له عن شبر منها بل يجب أن تبذل جيوش المسلمين الغالي والنفيس والدماء الزكية من أجل تحريرها، فتعود إلى حضن أبناء الأمة ليعمروها بزياراتهم وصلاتهم وأموالهم كما طلب النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ثالثا: إن الواجب على العلماء والمسئولين الذين شاركوا في هذا المؤتمر وغيرهم هو أن يدخلوا القدس في مقدمة جيوش الفتح مهللين ومكبرين لا أن يدخلوها مطبعين مع الاحتلال وبإذن منه، يسمح لهذا ويمنع ذاك مؤكدا هذا العدو اللئيم بذلك على سيادته في الأرض المباركة فلسطين ومذكرا للمطبعين أن القدس وسائر فلسطين تخضع لسلطانه وفي نفس الوقت يُعَوِدهُم على تجرع الذلة والمهانة ليكونوا قدوة لغيرهم في هذا الخضوع والإذلال وليصبح وجوده ورؤيته وتحكمه أمرا طبيعيا في عقول الأجيال الحاضرة والقادمة فلا يفكر أحد بتحريره بل يقبل الجميع بزيارة القدس تحت حراب الاحتلال وبإذن منه.

رابعا: إن هذا المؤتمر عقد بحجة نصرة القدس، ولكنه انتهى فظهر أن مقرراته خالية من نصرة القدس وأهلها نصرة حقيقية؛ فلم يتطرق المؤتمر إلى تحرير فلسطين ومنها القدس ولم تصدر عنه ولو عبارة واحدة تنادي بالتحرير من خلال تحريك جيوش الأمة، بل أكد المؤتمر على استمرار الزيارات تحت حراب الاحتلال ودعم جهود السلطة التي وضعت قضية فلسطين في أروقة المنظمات الدولية الظالمة التي كانت سببا في وجود الاحتلال ودعمته بالمقررات الدولية الظالمة.

إننا ندرك أن الحكام والسلطة يعملون بجهد متواصل على تثبيت كيان يهود في فلسطين خاصة في المحتل منها عام 1948 لأنهم تخلوا عن واجب تحريرها وأسلموا قضية فلسطين لسلطة عاجزة عن حماية وإطعام نفسها، والتي بدورها أسلمت القضية لأمريكا وغيرها من دول الكفر والمؤسسات الدولية، ولكن أن يصبح التطبيع مع الاحتلال ودخول فلسطين من خلال سفاراته أمرا ممدوحا فهذه وقاحة من الحكام وأعوانهم وخزي في الدنيا وإثم عظيم في الآخرة أشد وأعظم لو كانوا يعقلون.

وإننا نؤكد على أن أهل فلسطين لن يقبلوا بالمطبعين بل ينتظرون الفاتحين المحررين الزاحفين بجيوشهم وهذا كائن في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله بعد أن تخلى الحكام عن دورهم في التحرير واكتفوا بالتطبيع ودفع بعض الأموال للترويض فساء ما يحكمون.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في الأرض المباركة - فلسطين