تعليق صحفي

ما كان للسلطة أن تسعى للتغطية على المتآمرين على فلسطين إلا لأنها أحدهم

أكدت رئاسة السلطة الفلسطينية أن التصريحات الصادرة عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لا تمثل الموقف الرسمي الفلسطيني. وقالت بأن هذه التصريحات تمثل الموقف الشخصي لمجدلاني، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن موقف القيادة الفلسطينية ورئيس السلطة محمود عباس، ولا تستند إلى معلومات من مصادر رسمية فلسطينية. وأكدت أن عباس والقيادة الفلسطينية، تكن كل الاحترام والتقدير لمواقف المملكة العربية السعودية، والملك سلمان بن عبد وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

هذا وكان مجدلاني قد كشف أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو من أبلغهم بـ"صفقة القرن" مع كيان يهود، وبحسب مجدلاني، فإن صفقة القرن هي تحالف بين الدول العربية، وكيان يهود من أجل محاربة إيران، وهو ما يعني تصفية للقضية الفلسطينية.

ربما أنّ أول ما يتبادر لذهن القارئ وهو يستمع لموقف السلطة من تصريحات مجدلاني بشأن حكام السعودية أنّ السلطة لا تريد إغضاب حكام السعودية بسبب ما يقدمونه من أموال للسلطة وأزلامها، أو بسبب أنها تريد أن تحافظ على المجاملات الدبلوماسية، ولكن هذه ليست هي الحقيقة، فصحيح أن السلطة ورجالها هم مرتزقة في مشروع السلطة الاستثماري ولكن ذلك لا يكفي دافعا لموقف السلطة هذا الذي تدافع فيه عن حكام السعودية رغم ما شهده العالم الإسلامي مؤخرا من دور وضيع لهم في خدمة أمريكا ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة بشكل علني دونما مواربة، فالأمر يتعدى الملايين إلى المسألة السياسية.

فمجدلاني تحدث عن صفقة القرن على اعتبار أنها تصفية لقضية فلسطين وهاجم السعودية لدورها في تسويقها، وفي هذا يكون مجدلاني قد هاجم السلطة ومنظمة التحرير الذي هو عضو لجنتها التنفيذية من حيث يدري أو لا يدري، فهل مشروع السلطة ومنظمة التحرير لفلسطين غير تصفية وتفريط بفلسطين مقابل دويلة هزيلة على حدود ال 1967م؟!

إنّ أي حديث عن تصفية قضية فلسطين هو في الحقيقة حديث عن السلطة ومنظمة التحرير بالمقام الأول، فهم أشد المتمسكين والداعين لتصفية القضية مقابل وهم الدولة وسراب السيادة، وهم إن تظاهروا بعنتريات تتعلق بالقدس أو اللاجئين ولكنهم في الحقيقة مستعدون للقبول بكل ما يظنونه أنّه قد يمر على أهل فلسطين، ولو كان بيع الأقصى والتخلي عن اللاجئين والحدود، فهم أخر من قد يكون صاحب ثوابت أو مبادئ. ولأنّ السلطة تعرف أنّه سيأتي اليوم الذي تجاهر فيه بالتفريط أكثر مما جاهر به حكام السعودية.

ولذلك نجدد مطالبة أهل فلسطين بأن يعلوا صوتهم عاليا في وجه السلطة وأزلامها بأن يرفعوا أيديهم عن قضية فلسطين فهم ليسوا أهلا لها ولا يستحقون شرف الحديث باسمها.

12/1/2018