تعليق صحفي

ملك المغرب...اصرار على السخافة السياسية وخيانة للقدس باسم التسوية الواقعية!

قال ملك المغرب محمد السادس إن القدس المحتلة بحاجة إلى حشد جهود دبلوماسية لاستصدار قرارات دولية ملزمة تحمي المدينة وتحافظ على طابعها الروحي والحضاري والقانوني. وأضاف في كلمة تلاها وزير خارجيته الثلاثاء أن هناك حاجة إلى إنجاز تسوية سياسية واقعية ومنصفة بشأن المدينة المقدسة، وأن القدس بحاجة إلى عمل ميداني يهتم بالجوانب التنموية والاجتماعية والإنسانية، لمساعدة أهلها الفلسطينيين على الصمود في وجه سياسات التشريد والإبعاد والتهجير.

إن ملك المغرب (ساقط الأهلية بالتصرف لرعونته وطيشه وفضائحه) يتكلم بسخف سياسي عندما يدعو لاستصدار قرارات دولية جديدة تحافظ على طابع القدس، فهو لم يكتفِ بـ"دزينة" القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة بحق فلسطين والقدس، وهي رغم جورها وتشريعها للاحتلال ومساواتها للجاني والمعتدى عليه، لم يُنفذ منها شيئا، فيطالب بالمزيد! فهل استصدار المزيد من القرارات يعتبر حلاً للقضية أم سخف وسطحية بل تضليل وخيانة؟!

ثم عن أي طابع للمدينة يتحدث ملك المغرب الذي يرأس لجنة القدس والتي يفترض بها "حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية وخطط تهويدها"؟! هل هو تقسيمها لغربية وشرقية والمحافظة على "ستاتيكو" الوضع الراهن الذي يزخر بالاقتحامات اليومية والاعتداءات على المصلين والمعتكفين ومنع بقية أهل فلسطين من الوصول للصلاة في الأقصى؟!

ومن ثم هل ما تحتاجه القدس بحق هو العمل الميداني التنموي والاجتماعي والإنساني أم ينقصها التحرير الذي يخلصها من نير الاحتلال وشروره ويطهر مسجدها من عبث المفسدين الساعين لهدمه لإقامة هيكلهم المزعوم؟!

إن الدعوة لتسوية سياسية واقعية هو تخلٍ واضح عن القدس وفلسطين، وهو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، فالواقعية المزعومة المستندة للشرعة الدولية تقر باحتلال كيان يهود لمعظم فلسطين، وتقر تقسيم القدس وتنقض العهدة العمرية، ودعوة ملك المغرب هذه، علاوة على جرمها، ليست حرصاً على القدس وفلسطين وأهلها بل هي صدى للمساعي الإنجليزية الرامية للتأثير على قرارات أمريكا ترامب لإشراكها في رسم ملامح المنطقة المستقبلية، وإلاً فمثل محمد السادس الذي يطوف أوروبا بملابس "cow boy" مصطحباً كلبه لا يكترث بالقدس وأقصاها، فمن يكترث بالقدس يحذو حذو صلاح الدين إذ قال "كيف يطيب لي طعام ومنام وبيت المقدس بيد الصليبيين"؟ فقاد الجيوش بنفسه لتحريره!

إن على جيوش الأمة أن تتحرر من قيودها وتطيح بأنظمة الضرار، التي كانت ولا تزال الدرع الحامي لكيان يهود وجرائمه، وتتحرك نحو بيت المقدس فتقتلع كيان يهود من جذوره، فيدخل المسلمون المسجد كما دخلوه أول مرة وتعلوه راية التوحيد ويعود عزيزا منيعا لحياض المسلمين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)

27-6-2018