تعليق صحفي

تطبيع الأنظمة مع كيان يهود يرسم الفرحة على وجوه قادته المجرمين

 قال الناطق باسم وزارة الخارجية لكيان يهود، عمانوئيل ناخشون، إنه ليس بمقدور الفلسطينيين بعد الآن استخدام الدول العربية ضدنا في ظل التطور الذي تشهده العلاقات مع الدول العربية داعياً الفلسطينيين إلى العودة للمفاوضات. وأضاف ناخشون في مقابلة له مع وكالة سبوتنيك الروسية "نحن جزء من المنطقة وللأسف لسنوات عديدة لم يتم قبولنا والتعاطي معنا في المنطقة، والآن بدأوا في قبولنا ولدينا عملية سلام مع الأردن ومصر، ونحن في صدد البدء بإقامة علاقات مع دول أخرى في المنطقة".

وعن صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن زيارة مرتقبة لرئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو إلى البحرين أو السودان أجاب ناخشون:"في الوقت الحالي لا يمكنني الإفصاح عن ذلك بسبب عدد من القضايا الحساسة بهذا الخصوص لكنني أستطيع أن أقول إننا سنرى المزيد من التصريحات عن العلاقات الطيبة مع الدول العربية" وتابع "شاهدتم الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى عُمان، وأيضا عزف النشيد الوطني لكيان يهود في دبي كدولة يهودية، لذا سنرى المزيد والمزيد، وهو خبر سار للغاية لنا وللمنطقة".

قادة كيان يهود وسياسيوه يعلمون بأن مشكلتهم لم تكن يوماً مع الأنظمة في العالم العربي والإسلامي، بل يعلمون علم اليقين أنه لولا تواطؤ الأنظمة معهم لكان كيانهم منذ زمن في عداد النسيان، وتصريحات وزير الخارجية هذه تبين مدى الفرحة العارمة التي يشعر بها هذا الكيان المسخ الذي لطالما كان يشعر بأنه منبوذ في وسط بلاد جُل أهلها من المسلمين الذين يتوقون للحظة تحرير الأرض المباركة من رجسه، وكان يعمق الشعور بالنبذ تجنب الأنظمة لإقامة علاقات علنية مع كيان يهود تجنبا لغضب الأمة، أما بعد أن فقدت الأنظمة المجرمة حياءها وهرولت إلى التطبيع ها هو كيان يهود يحاول أن يُظهر بأنه أصبح مقبولاً في المنطقة مستدلاً بالتطبيع العلني المستمر مع الأنظمة التي تجاهلت شعوبها وقررت إظهار علاقاتها مع كيان يهود المسخ.

أما أهل الأرض المباركة والأمة الإسلامية فلم يفاجئهم هذا التطبيع مع عدوهم اللدود رغم قساوته، إذ لم تكن الأمة في يوم من الأيام تعول على هؤلاء الحكام الخونة لتحرير الأرض المباركة، فقد خبرت خيانتهم في معاركهم الوهمية مع كيان يهود وتسليمهم للأرض المباركة في مسرحيات تحدث عنها الأجداد منذ زمن ووعاها الأحفاد الذين شاهدوا بأعينهم ما تبع هذه المسرحيات من علاقات واتفاقيات وتطبيع مع كيان يهود، وحتى جعجعات بعض الحكام وإثارتهم لمشاعر الأمة الإسلامية من خلال خطب رنانة تبَين زيفها ونفاق أصحابها، وأنه لا فرق بين حاكم يتباكى على أهل فلسطين وآخر يمدح ويشيد بكيان يهود، ولا فرق بين نظام ادعى المقاومة والممانعة وآخر أظهر التطبيع، ولا فرق بين نظام يقول الموت لكيان يهود وآخر يقول كيان يهود وجد ليبقى فكلهم في الخيانة سواء.

أما الحقيقة الدامغة التي ترعب كيان يهود وأسياده والتي اعترف بها نتنياهو ذات يوم فقال "مشكلتنا ليست مع الأنظمة بل مع الشعوب" وهذه الحقيقة تجعل أهل الأرض المباركة مطمئنين إلى نصر الله وتجعلهم يعولون على أمتهم، فهم يعلمون أن الأمة في واد وحكامهم في واد أخر، وأن الشعوب الإسلامية وجيوش الأمة تترقب لحظة الانقضاض على هؤلاء الخونة لتدوسهم بأقدامها وتتحرك لتعيد سيرة حطين والناصر صلاح الدين وتطهر الأرض المباركة من رجس يهود، وبوادر ذلك تلوح في الأفق.

5/12/2018