تعليق صحفي
البنوك لا تأمن من مصادرة أمريكا لأرصدتها ..فكيف تجعلها السلطة حافظة أمينة لمدخرات الكادحين؟!


أكد محافظ سلطة النقد عزام الشوا أن الدعاوى القضائية التي حركت مؤخرا في المحاكم الأمريكية ضد 3 مصارف عاملة في فلسطين، وهي: بنك القاهرة عمان وبنك فلسطين وبنك الاستثمار الفلسطيني تتعلق بخروقات مزعومة لقانون مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، لا تعتمد على أساس واقعي، أو قانوني.
وأكد أن النظام المصرفي في فلسطين نظام متين وقوي وآمن وملاءته المالية عالية، ولن يتأثر بهذه الادعاءات المزعومة.
إن أمريكا والغرب يُنشئ من القوانين والبرتوكولات القانونية ما يمكنه من امتصاص أموال المسلمين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، تلك المظلة الوهمية التي يحاول بها الغرب الحاقد التغطية على حروبه الشريرة وحمايته للمستبدين في بلادنا ونهبه لثروات المسلمين.
إن مكافحة الإرهاب أصبحت وسيلة لنهب الأموال ومصادرة الأرصدة والمطالبة بتعويضات خيالية لقتلى الغرب الذين جاءوا محاربين ومستعمرين لبلادنا ولقتلى كيان يهود المحتلين.
إن لأموال أهل فلسطين خصوصية أخرى، فأموال الشهداء والجرحى والأسرى وعائلاتهم سيدخلها الغرب تحت باب تمويل الإرهاب، حسب التعريفات الأمريكية وقوانين كيان يهود، وهو ما يفتح المجال لتحريك دعاوى قضائية وتعويضية مستمرة ضد أموال أهل فلسطين في الخارج التي تخرجها البنوك بدعوى الاستثمار، وبذلك تبقى أموال أهل فلسطين في الخارج تحت تهديد المصادرة حسب منظومة التشريعات الغربية.
إن سحب أمول أهل فلسطين والاقتطاع من رواتبهم وإخراج تلك الأموال إلى الخارج هو جريمة بحد ذاتها ومخالفة شرعية يعلمها كل مسلم، وما يزيد الطين بلة أن تلك الأموال ستكون دائما عرضة للمصادرة والحجر عليها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، فأين سيذهب حينها كد العمال والموظفين ومدخراتهم التي أفنوا أعمارهم في جمعها؟! ومن سيعوضهم عن تلك الأموال؟!
إن ربط الإقتصاد بالبنوك الربوبة وربط كد العمال ومدخراتهم ببنوك ربوية تخرج أموالهم إلى الغرب المتربص بنا مقامرة طائشة مجنونة لقوم لا يردعهم حرمة الربا  وحرمة فرض قانون الضمان الاجتماعي، ولا يدركون الواقع الاقتصادي لأهل فلسطين  وأن هذا القانون سيفقر أهل فلسطين ويضرب اقتصادهم ويساهم في تهجيرهم من الأرض المباركة، والأدهى من ذلك كله أن أولئك القوم المتنفذين والمصرين على إقرار قانون الضمان الاجتماعي  لا يشعرون بعدواة الغرب الكافر لنا واستباحته لأموالنا وانقضاضه عليها في أي فرصة سانحة، بل لا يشعرون باحتلال كيان يهود واستباحته للمدن وعربدة جيشه في عاصمة السلطة المزعومة يوميا، ويعيشون في عالم وهمي يحاولون فيه اجترار جمل قانونية ممجوجة وتغن بقوانين دولية لا تطبق على الأقوياء ولا تنصف الضعفاء ..فهل ردعت كل قوانين الأمم المتحدة والمواثيق والمعاهدات الدولية والاتفاقيات الموقعة جنود كيان يهود من اقتحام رام الله واستباحة شوارع "عاصمة" السلطة؟!
إن أهل فلسطين قد رفعوا صوتهم في وجه هذا الظلم ولن يصمتوا أمام هذه القوانين والسياسات التي تفقرهم وتهجرهم من أرضهم، وهم إن وقفوا في أرضهم مرابطين محتسبين فإنهم  ينتظرون تحرك الأمة الإسلامية بشوق  لتتحمل مسؤولياتها في تحرير الأرض المباركة وتخليصها من كيان يهود واستعادة المقدسات ومسرى رسولها الكريم عليه السلام.
16-1-2019