تعليق صحفي

البيت الأبيض بيت الشيطان ولا يمكن أن يأتي منه إلا الشر

يحاول رجالات السلطة وخصوصاً في الفترة الأخيرة، ومع تولي ترامب إدارة البيت الأبيض، وتوتر العلاقة بين السلطة ومنظمة التحرير من جهة، والإدارة الأمريكية من جهة أخرى جراء الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب عليها لقبول الرؤية الأمريكية للحل المعروف إعلامياً بصفقة القرن، يحاول رجالات السلطة مغازلة أمريكا وإظهار أن المشكلة تكمن فقط في شخص الرئيس الأمريكي وفريق إدارته، وليست في أمريكا كدولة، ظهر ذلك في أكثر من مناسبة استقبل فيها رئيس السلطة محمود عباس وعدد من مسؤولي السلطة وفوداً أمريكية برلمانية وحزبية ودينية بينما يعلنون مقاطعتهم للإدارة الأمريكية.

وليس آخر محاولات التودد والمغازلة تلك، ما جاء على لسان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بأن "البيت الأبيض يجب أن يكون بيتاً للأخلاق ولرجال الدولة وليس لرجال العقارات".

لقد بات واضحاً وضوح الشمس أن أولئك لا يملكون من أمرهم شيئاً ولا رؤية ولا حل لقضية فلسطين إلا بقدر ما يخرج من تحت قبعة قادة أمريكا أو أوروبا، وعلى مدار تاريخ الأمة، وباستقراء العلاقة مع الغرب لم يأتنا منه إلا الخراب والدمار والقتل والتشريد، فرأس الشر في العالم اليوم هو أمريكا، التي لم تدع خلقاً أو قيمة إنسانية إلا وانتهكتها! أم أن رجالات السلطة لا يرون دعم أمريكا المطلق ليهود، وإشعالها الفتنة في العراق واليمن وليبيا، ودعمها لبشار والسيسي المجرمين؟!

يدرك رجالات السلطة مثلهم مثل غيرهم من حكام المسلمين أنهم ليسوا من جنس الأمة ولا ينتمون لها ولا تصدر مواقفهم من ثقافة الأمة وفكرها، فهم يهدرون مواردها، ويضيعون مصالحها، ويفرطون بقضاياها، وهم يدركون أيضاً أن وجودهم مرتبط بوجود قوة دولية يسندون ظهورهم إليها، ويستمدون شرعيتهم من خلال دعم ومساندة تلك القوى الدولية، وهم لا يرون إمكانية العمل السياسي وإدارة أي قضية إلا بالارتباط بقوة دولية، لذلك تجدهم يتنافسون على اظهار الولاء والتبعية للمستعمرين، وتنفيذ مشاريعهم.

إن على الأمة أن تتسلم زمام المبادرة وتدرك تمام الإدراك أن تحررها يبدأ بكنس الاستعمار وأدواته من الحكام، حينها سيكون الطريق معبداً والباب مفتوحاً لتحرير فلسطين، ولن يقوى كيان يهود على مواجهة غضب الأمة وسيلها الجارف.

1-3-2019