تعليق صحفي

تصريحات وقرارات وجولات تبين عظم الخطر المحدق بقضية فلسطين ووجوب التوجه للأمة وجيوشها لإنقاذ القضية

قال رئيس وزراء يهود، بنيامين نتنياهو، إنّ الاستيطان مستمر إلى الأبد وأنه لن تُزال أي مستوطنات أخرى من (أرض إسرائيل) كما وصفها، وفي ذات السياق صادق الطاقم الوزاري "الإسرائيلي" المصغر (الكابينت) على بناء ستة آلاف وحدة استيطانية في مناطق "ج"والتي تشكل نحو 60% من الضفة الغربية، وتزامنت تلك التصريحات لنتنياهو وقرار الكابينت مع تصريحات للسفير الأمريكي لدى كيان يهود -ديفيد فريدمان- لشبكة الأخبار الأمريكية (سي أن أن) عن استبدال الولايات المتحدة بمشروع الدولتين مناطق حكم ذاتي للفلسطينيين حيث قال: "نحن نؤمن بالحكم الذاتي والمدني الفلسطيني ونعتقد أن الحكم الذاتي يجب أن يمتد حتى النقطة التي يتداخل فيها مع الأمن الإسرائيلي، إنه وضع معقد جداً" ونفى فريدمان أن الأمور تنزلق باتجاه حل الدولة الواحدة.

يأتي ذلك مع انطلاق جولة لوفد أمريكي يضم جاريد كوشنر (مستشار الرئيس وصهره) وجيسون غرينبلات المبعوث الخاص للسلام إلى منطقة الشرق الأوسط، وكانت أولى المحطات الأردن حيث التقى الوفد بالملك عبد الله الثاني وبحسب الجزيرة نت سوف يتوجه الوفد إلى مصر ودول خليجية.

إن تلك التصريحات والقرارات والجولات تبين عظم المؤامرة على أهل فلسطين وأن أمريكا تغذ الخطا وتفعل ما بوسعها لتصفية القضية لصالح كيان يهود الذي بات يستغل الدعم الأمريكي بأقصى طاقته للتمدد والتوسع وفرض وقائع جديدة على أرض الواقع، خاصة بعد تصريحات فريدمان التي قد تفيد بتخلي الولايات المتحدة عن مشروع الدولتين والاستعاضة عنه بمناطق حكم ذاتي على جزء من الضفة الغربية.

ما يحصل هذه الأيام يبين أن أمريكا جادة في طرح صفقتها المشؤومة وتهيء الطريق لها وتوزع الأدوار على حكام المسلمين العملاء على اختلاف مشاربهم وولاءاتهم، وهو ما يكشف عن عظم الجريمة التي ارتكبتها منظمة التحرير حين قبلت بالارتماء بأحضان الولايات المتحدة ووثقت بها وقبلت أن تكون أداة في يدها، ويبين أيضاً أن أمريكا لا يهمها سوى مصالحها وأنها تفعل ما بوسعها لتأمين وإرضاء طفلها المدلل -كيان يهود- وأنها مستعدة لتغيير خططها ومشاريعها إذا ما اقتضت مصلحتها ذلك دون الالتفات إلى حجم التنازلات التي قدمها الاتباع والعملاء، فعلى الرغم من أنّ منظمة التحرير ورجالاتها وحكام المسلمين العملاء كانوا يتسابقون في خدمة أمريكا وتنفيذ مشروعها في تصفية قضية فلسطين جاء ترامب وصفعهم على أدبارهم وبقوة.

في ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم المكر والتآمر والخيانة والغدر بأهل فلسطين وبأمة الإسلام، يجب على المسلمين أن يعلموا أن حكامهم العملاء الذين باعوا فلسطين عام 48 وعام 67 لن يتوانى أبناؤهم وأحفادهم ومن ساروا على دربهم عن القبول بصفقة ترامب المشؤومة مقابل إبقائهم في عروشهم وحفظ كراسيهم ومكتسباتهم، وأنه لا يعول عليهم إلا متأمر أو جاهل، وعلى الذين ما زالوا يتشبثون بالأمم المتحدة ومنظماتها للوقوف في وجه أمريكا ومخططاتها أن يدركوا أن تلك المنظمات لا تعدو كونها مظلة تستظل بها الولايات المتحدة عند الرغبة وتتخلى عنها بكل عنجهية إذا ما اقتضت الحاجة ذلك، فكيف الحال بمن يعول على المنظمات التي هي دون ذلك كالجامعة العربية ومنظمة التعاون؟!

إن الخطر عظيم والمؤامرة كبيرة ويجب على أمة الإسلام أن تدرك أن قضية فلسطين في خطر محدق وأن أهل فلسطين ليس لهم من بعد الله سوى أمة الإسلام وجيوشها فهم القادرون على إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحرر فلسطين وتزيل كيان يهود من جذوره وتعيد ترامب والولايات المتحدة إلى عقر دارها، أما ما دون ذلك من جعجعات وطنية وشعارات ثورية وخطابات ناصرية فهي مسكنات تعُطى للأمة ليستفحل المرض ويصعب العلاج.

1-8-2019