تعليق صحفي

كيان يهود كيان غاصب لا فرق بين يمينه ويساره، واستقبالهم في رام الله جريمة سياسية وخيانة كبرى!

توافد إلى مقر الرئاسة في مدينة رام الله أكثر من 350 (إسرائيلي) لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف الذكرى السنوية لصدور قرار التقسيم من الأمم المتحدة يوم ٢٩ تشرين الثاني ١٩٤٧، وكان في استقبالهم عدد من قادة السلطة وعلى رأسهم جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ومحمد المدني عضو اللجنة المركزية ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع (الإسرائيلي) وقاضي القضاة محمود الهباش وعدد من الشخصيات السياسية والمجتمعية والدينية، وقد تخلل اللقاء عدد كبير من الكلمات لأعضاء الكنيست ورؤساء جمعيات ومؤسسات مجتمعية تمحورت حول ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وإحلال السلام وتحميل اليمين (الإسرائيلي) بقيادة نتنياهو مسؤولية توقف المفاوضات وإفشالها بذرائع متعددة، كما أكدوا على رفضهم للادعاء (الإسرائيلي) بغياب الشريك حيث تمثل القيادة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس الشريك الحقيقي لكل الراغبين في تحقيق السلام وإنهاء الصراع.(وكالة معا)

تأبى السلطة أن تتخلى عن خيانتها وتصر على المضي قدماً في طريقها المظلم، تتخبط في دياجير الخيانة تتلمس نقطة النهاية لإنهاء القضية وتصفيتها، وخلال ذلك توجد مبررات لنفسها حتى لا تمل ولا تيأس من إكمال خيانتها فتارة تقول إن المشكلة في الوسيط الأمريكي (الراعي للسلام) فتستجدي الأوروبي، وتارة تصرح أن المعضلة في وجود نتنياهو أو اليمين ككل فتتوجه لليسار وتلتقي مع أحزاب الوسط، هكذا حالها منذ أن قدمت إلى الأرض المباركة، أداة طيعة يستغلها الأعداء لخدمة كيان يهود، يركلها اليمين ويصفعها اليسار ويسكتها الوسط وتنتقل من حضن إلى حضن.

إن ما لا تريد السلطة أن تعيه أو تتعمد اغفاله، هو أن كيان يهود كيان غاصب لا فرق بين يمينه ويساره ووسطه، وأنهم وإن اختلفوا في البرامج السياسية فإنهم متفقون على العمل لخدمة كيانهم المسخ وتقويته وإطالة أمده وحفظ أمنه، وكلهم قتلة ومجرمون، فالمجازر في حق أهل فلسطين كانت قبل إنشاء اليمين واستمرت بعد إنشائه وكانت في حكم اليسار واستمرت بعد تنحيه وإن كان اليسار يرى أنه أخذ 80% من الأرض المباركة وهو يدعي (السلام) فإن اليمين يريد أن يسيطر على ما تبقى من الأرض وهو يعلن الحرب.

إن ظن السلطة أن مواجهة السياسة الأمريكية يكون بالتوجه إلى سياسيين وأحزاب يسار أو وسط عند كيان يهود يبين مدى  الجهل السياسي الذي سيطر على أدمغة رجالات السلطة، فأمريكا هي التي تمسك بخيوط المؤامرة، والسياسيون في كيان يهود لا يتحركون هنا أو هنالك دون توجيه منها أو تنسيق معها، وكذلك من الانتحار السياسي الظن بأن اليسار في كيان يهود أو الوسط أو الدول الكبرى وخاصة أمريكا تريد خيراً لأهل فلسطين! فأمريكا والغرب أجمع يدعمون هذا الكيان ويحمونه ويحفظون مصالحه، وهم الذين أوجدوه ليكون خط دفاع متقدم لهم وخنجراً في خاصرة الأمة، يمنع نهضتها وإقامة دولتها، وفوق كل ذلك فإن استقبال السلطة لأتباع وسياسيي كيان يهود في رام الله وفي مبنى المقاطعة وفي ذكرى صدور قرار التقسيم هو جريمة وخيانة كبرى، وكذلك استمرارها بالمطالبة بمشروع الدولتين كحل للقضية جريمة وخيانة لأهل فلسطين وللمسلمين.

إن الخط الصحيح لمواجهة سياسة أمريكا وتعجرفها يكون بالتخلي عن جميع مشاريعها والتوجه للأمة الإسلامية وجيوشها، فهي المسؤولة عن قضية فلسطين، فالقضية قضيتها وهي المسؤولة عنها وهي المطالبة شرعاً بتحريرها وتطهيرها من دنس يهود، وهذا الطريق الصحيح بينه الشرع وخطه المخلصون الواعون على قضاياهم وتنكب له أتباع الغرب وأدواته حتى ظنوا أن الظمأ الإنجليزي يطفئه السم الأمريكي! وأن السم الأمريكي يبطله التوجه لأفاعي (سلام) كيان يهود فأرداهم ظنهم وجعلهم في سكرة يعمهون وفي دائرة مغلقة للخيانة يدورون.

29-11-2019