تعليق صحفي

القبول بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة كمرجعية في قضية فلسطين

قبول بصفقة القرن ولو بعد حين!

خلص اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ، المنعقد السبت في القاهرة، حول خطة السلام الأمريكية، إلى "رفض صفقة القرن الأمريكية – الإسرائيلية".

وجاء في قرار مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية أنه تم "رفض صفقة القرن الأمريكية – الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

كذلك شمل القرار، بحسب بيان الجامعة، "تحذيرا من قيام (إسرائيل) بتنفيذ بنود الصفقة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية (..) ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع". (القدس العربي)

إن رفض مجلس الجامعة العربية لصفقة القرن لا وزن له ولا قيمة في ظل تمسك الجامعة العربية والأنظمة العميلة للغرب بالقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة كمرجعية في حل قضية الأرض المباركة، تلك القرارات والقوانين التي تضفي الشرعية على كيان يهود وتقسم الأرض بين أهلها ومغتصبيها، فالأمم المتحدة كأداة بيد المستعمرين الغربيين تعطي جل الأرض المباركة لكيان يهود مقابل دولة على الورق لا سيادة لها ولا سلطان، وظيفتها حماية كيان يهود وحفظ أمن مستوطنيه وجلد ظهر أهل فلسطين وتطويعهم ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا ليكونوا مجرد سكان هامشيين في كنتونات معزولة يغلقها كيان يهود ببوابات وحواجز.

إن الرفض الحقيقي لصفقة القرن يعني اقتلاع كيان يهود بتحريك الجيوش من فورها لتحرير الأرض المباركة كما حررها صلاح الدين الذي جسد ذلك الحل الشرعي على الأرض. فسكن التحرير كحل شرعي وحيد لقضية الأرض المباركة عقول وقلوب المسلمين حول العالم فلا يرون غيره ولا يقنعهم سواه.

إن معارضة الجامعة العربية لصفقة القرن وتمسكها بحل الدولتين والقوانين الدولية كمرجعية لحل قضية فلسطين هو قبول ولو بعد حين بصفقة القرن. قبول من باب الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بعد محاولة ترويض الشعوب لتلك الحلول الاستعمارية التي تهدف لتصفية قضية فلسطين إلى الأبد.

إن الإسلام العظيم الذي أنشأ للأمة الإسلامية حقا في الأرض المباركة التي فتحها المجاهدون هو ذاته الذي وضع المرجعية الشرعية للحل في قضية الأرض المباركة وجعل تحريرها دينا في أعناق المسلمين يدفعهم لتحريك الجيوش لتحريرها واقتلاع تلك الزمرة الحاكمة التي جعلت من المستعمرين وأدواتهم مرجعيات في قضايا الأمة ومنها قضية الأرض المباركة.

آن للأمة الإسلامية أن تعمل من فورها على اقتلاع الحكام الخونة وإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تجعل من القرآن والسنة مرجعية وحيدة لها في كل قضاياها، فتحرك الجيوش لترتفع راية العقاب خفاقة على أسوار بيت المقدس معلنة انتهاء عصر الصفقات الخيانية وبدء عهد الإسلام بعدله ونوره وعظمته.

3/2/2020