تعليق صحفي

منظمة التعاون الإسلامي لا تجيد إلا التعاون على الإثم والعدوان

يبدو أنّ منظمة التعاون الإسلامي مصرة على أن تبقى ليس لها من اسمها نصيب، فدول الضرار المنضوية تحتها لا تجتمع إلا على شر، ولا تتعاون إلا على إثم أو عدوان، فقد انضمت لمنظمة اليوم إلى جوقة المخادعين والمضللين بشأن قضية فلسطين، وذلك خلال اجتماعها بمقرها في مدينة جدة لتزعم في بيانها الختامي رفضها للرؤية الأمريكية للحل والمعروفة بصفقة القرن، بينما شددت على تمسكها بالقرارات الدولية المتعلقة بالقضية، والمبادرة العربية للسلام لتحقيق ما يسمى بحل الدولتين!. وهي بذلك تثبت أنها لا تمثل الأمة، ولا تمت لها بصلة من قريب أو بعيد، بل هي أداة للدول الاستعمارية في بلادنا تعمل على تنفيذ مشاريعهم، والمحافظة على مصالحهم.

لو صدقت المنظمة في حرصها على فلسطين وأهلها، لجسدت حالة التعاون على البر والتقوى بين المسلمين، ولاتخذت القرار الذي يعبر عن مشاعر الأمة ويجسد رابطتها العقدية، قرار تحرير فلسطين عبر حشد قوى الأمة الإسلامية وإمكانياتها، واستنفار جيوشها وتحريكها تجاه فلسطين، ولكن أنى لأولئك الرويبضات أن ينالوا هذا الشرف العظيم، وهم الذين أسقطوا الجهاد من حساباتهم منذ زمن بعيد وقبلوا بأن يكونوا عبيدا للقوى الدولية تحركهم كيف تشاء.

ولأن وعي الأمة يتنامى، وعزيمتها في تصاعد مستمر، فإننا مطمئنون بأن هذا الزيف والتضليل لن ينطلي عليها، وقريباً ذلك اليوم الذي تعبر الأمة فيه عن إرادتها، وتكنس الاستعمار وأدواته، وتدوس تلك القرارات، ليبقى قرار واحد بأننا أمة واحدة لها سلطانها وإرادتها، وفلسطين لن تكون إلا للمسلمين، ولن تمنعنا من استعادتها كل قوى الأرض، وسيرى يهود ومن خلفهم ما يسوءهم

{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً}.

3/2/2020