تعليق صحفي

"كورونا" إذ يفضح الرأسمالية يجثم على صدور الحكام لا سيما الأقنان ويفضحهم معها

هجوم شديد استقبل به رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر قيام النظام بإرسال مساعدات طبية إلى إيطاليا، تشمل مليون كمامة طبية، في حين تعاني مستشفيات وأطباء مصر من نقص في المستلزمات الطبية. إذ رغم وجود نقص كبير يشمل المطهرات والمعقمات والقفازات والكمامات في مصر سواء على مستوى المستشفيات والصيدليات من ناحية والأسواق التجارية من ناحية أخرى، بادرت السلطات المصرية بإرسال طائرتين عسكريتين تحمل مساعدات طبية إلى إيطاليا لمساعدتها في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وعلى الجهة المقابلة، اتهمت الولايات المتحدة باعتراض مسار شحنة تحمل 200 ألف كمامة، كانت متجهة إلى ألمانيا، وتحويلها لاستخدامها الخاص، في خطوة أدينت بوصفها "قرصنة حديثة". وقالت حكومة محليّة لولاية ألمانية إنّ شحنة كمامات مصنّعة في الولايات المتحدة، صُودرت في بانكوك. وأضافت إنّ شحنة كمامات الوقاية من طراز FFP2، كانت بالأساس لصالح شرطة برلين، لكنّها لم تصل إلى وجهتها المرجوّة. وكانت الشركة المصنّعة للكمامات وأقنعة الوقاية "3 أم"، وهي شركة أمريكية، قد مُنعت من تصدير منتجاتها الطبية إلى دول أخرى بموجب قانون يعود إلى حقبة الحرب الكورية، استحضره الرئيس دونالد ترامب. وأعلن ترامب في المؤتمر الصحافي اليومي لخليّة مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض: "نحتاج إلى هذه البضائع على الفور للاستخدام المحلي. يجب أن نحصل عليها". وقال إن السلطات الأمريكية احتجزت ما يقارب 200 ألف قناع تنفس من طراز N95، و130 ألف كمامة جراحية و600 ألف قفاز، من دون أن يحدّد مكان مصادرتها.

في الوقت الذي يجهد حكام العرب والمسلمين في محاولة التصدي لوباء كورونا لا لحرصهم على الشعوب ولا رحمة بالناس وشفقة على حال البلاد، بل خوفا على تهاوي عروشهم وتهافت ملكهم عندما يخرج الناس جماعات وزرافات طالبي العلاج في بلاد لم ينفق الحكام فيها على الجانب الصحي مد أحدهم أو نصيفه، فينفضح أمر تقصيرهم بل تأمرهم على الشعوب وتخرج الأمور عن السيطرة فلا يبقى لهم سلطان ولا سيادة، ورغم أنّ ما يفعله الحكام هو أقل القليل المطلوب من حكام مجرمين لم يتقوا الله في شعوبهم ولم يبذلوا لرعاية شؤون الناس عشر معشار ما يقدمونه من قرابين وثروات للكافر المستعمر ولي عروشهم وصاحب سلطانهم. إلا أنّ السيسي ذلك الأغر الحديث على الزعامة لم يدرك تلك المعادلة على بساطتها فكان كالتلميذ الفاشل للأستاذ الفاشل.

فترامب يعمل عمل القراصنة جاهدا وفق حضارة الرأسمالية اللاإنسانية لتوفير ما يحفظ له ملكه ويحول بينه وبين السقوط في وحل كورونا الذي فضح المبدأ الرأسمالي وتركه أعزلا عاريا، يأتي السيسي التلميذ الفاشل لترامب المجرم ليعمل نقيض استاذه وولي عرشه، ليشهد على نفسه بأنه خائن لأمته فاشل حتى في تقليد أسياده ومعلميه، إذ يترك الناس تموت في وباء كورونا من نقص العناية الصحية ومستلزماتها ويقطع عن أبناء وأيتام ونساء المسلمين ما لهم ليهبه إلى إيطاليا الاستعمارية، وكأن نساء وأطفال وشيوخ الفاتيكان أولى من نساء وأطفال وشيوخ مصر والأزهر!، ألا لعنة الله على كل الحكام المجرمين، وعفر الله وجوههم بالتراب قريبا إن شاء الله.

5/4/2020