تعليق صحفي

كيان يهود وترامب يدوسان أحلام السلطة بينما قادتها يؤكدون على مواصلة التمسك بمشاريع التفريط والاستسلام!

قال رئيس السلطة محمود عباس في كلمته خلال اجتماع لقيادة السلطة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء الثلاثاء، أنّ منظمة التحرير والسلطة قد أصبحتا في حلٍ من جميع 

الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية "والإسرائيلية"، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، بما فيها الأمنية، وقرر استكمال التوقيع على طلبات انضمام السلطة إلى المنظمات والمعاهدات الدولية التي لم تنضم السلطة إليها حتى الآن. وجدد التزام السلطة بالشرعية الدولية، وبالقرارات العربية "والإسلامية" والإقليمية ذات الصلة، مؤكداً التزامها الثابت بمكافحة الإرهاب العالمي أيا كان شكله أو مصدره! وأكد التزام السلطة بحل الصراع على أساس حل الدولتين، واستعداد السلطة للقبول بتواجد طرف ثالث على الحدود، على أن تجري المفاوضات لتحقيق ذلك تحت رعاية دولية متعددة، وعبر مؤتمر دولي للسلام، وفق الشرعية الدولية. وأكد عباس أن السلطة ستستمر في ملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق شعب فلسطين أمام الهيئات والمحاكم الدولية كافة، مجددا ثقته باستقلالية وصدقية أداء المحكمة الجنائية الدولية.

لم يبق في وجه السلطة وقادتها دم ولا ماء، فقادة يهود بمباركة الإدارة الأمريكية يعلنون عن عزمهم ضم منطقة الأغوار والمستوطنات والتي تعادل قرابة 30% من مساحة الضفة، مما سيقضي على أحلام السلطة في دولة هزيلة على حدود الـ67، ويجعل من مشروع الدولة إدارات محلية لكنتونات متفرقة ومقاطعات مبعثرة، بينما قادة السلطة يجتمعون ليعلنوا عن مواصلة تمسكهم بحلول الخيانة والتسليم والتفريط، من خلال التمسك بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وليؤكدوا على تمسكهم بحل الدولتين الخياني، واستعداد السلطة للقبول بتواجد احتلال ثان لفلسطين تحت مسمى طرف ثالث!ولذر الرماد في العيون قالوا بعبارات فضفاضة أنهم في حلٍمنالاتفاقات والتفاهمات بما فيها الأمنية، بعد أن أكدوا على كل مقومات وعناصر التفريط.

فقادة يهود وترامب يمرغون أنف السلطة في التراب ويدوسون على أحلام قادتها الطفولية في دويلة هزيلة تعيش بسلام جنبا إلى جنب الاحتلال المجرم، بينما قادة السلطة والمنظمة يواصلون التشبث بما أضفى ويضفي الشرعية على الاحتلال وبما يحقق مصالح الاستعمار في تثبيت كيان يهود في الأرض المباركة فلسطين، بل ويزيدون على ذلك بالترحيب باحتلال ثان لفلسطين تحت مسمى الطرف الثالث، ويؤكدون على مواصلة الارتماء في أحضان الغرب والمؤسسات الدولية التي أوجدت كيان يهود ورعته وحفظته طيلة العقود الماضية، وزادوا على ذلك بتأكيدهم للغرب وأمريكا على أنهم جنود أوفياء في حرب الغرب على الإسلام (الإرهاب) مهما كلفهم الأمر، فأي خزي وصغار هذا الذي وصل إليه قادة السلطة والمنظمة؟!

إنّ ردود فعل السلطة ومنظمة التحرير على قرارات ترامب وقادة يهود لا يمكن فهمها إلا بأحدتفسيرين، إما أنّهم يمثلون الممانعة والتصدي تمثيلاً بينما هم يساهمون في تمرير المؤامرة على الشعوب بالتضليل والخداع والشعارات الفارغة، أو أنّ قادة السلطة والمنظمة قد وصل بهم الحال في الذل والخيانة والصغار إلى درجة لم يسبقهم إليها أحد بحيث تُمرغ أنوفهم ويسحقون بينما هم يواصلون التفريط والتنازل! أو أنهم يجمعون بين التفسيرين معا.

أمّا من يدّعى النضال والثبات فعليه أن يعلنها مدوية بأن كيان يهود غاصب محتل لكل شبر في فلسطين وأنّ الغرب وأمريكا والمؤسسات الدولية مجرمون شركاء للاحتلال، وأنّ فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين ولا ثلاثة وأن لا حل لها سوى أن تُحرر كاملة من رجس الاحتلال من خلال جيوش الأمة وجحافلها.

20/5/2020