تعليق صحفي

في شرعة السلطة البائسة…تطبيعها  هي والنظام  المصري مع يهود مقدس! أما تطبيع الإمارات فهو مدنس!!

 

وصل سفير فلسطين لدى الإمارات، معبر الكرامة في أريحا، بعد قرار رئاسي باستدعائه فوراً، في أعقاب إعلان الإمارات تطبيع علاقاتها مع كيان يهود. وفي سياق آخر وصل مدينة رام الله، مساء الأحد، وفد من جهاز المخابرات العامة المصرية للتباحث في الشأن السياسي والأمني.

من العجائب التي لا تنتهي لهذه للسلطة ولمنظمة "التحرير!"، أنها لا ترى أية خطورة على القضية  الفلسطينية من تطبيع رجالات النظام المصري الخائن مع يهود، والذين كان لهم السبق في فتح أبوابه على مصراعيها لكل من يريد أن يلجه من حكام المنطقة قبل أربعة عقود، بل وتستقبل رجالاتهم استقبال الفاتحين، لكنها تبصر خطورة ولوج الإمارات من أحد أبواب التطبيع واقتفاءها آثار من سبقوها في الخيانة!

كما إن السلطة التي تعيب على الإمارات  جريمتها وخيانتها  نسيت  أن تطبيعها  مع هذا الكيان الغاصب وتنسيقها "المقدس" معه منذ ربع قرن يعد مباركة وموافقة لكل من حذا حذوها من المطبعين! وربما أنسى انهماك رجالات السلطة  في تأمين مستقبلهم السياسي أن سلطتهم قد تجاوزت مرحلة التطبيع ودخلت مرحلة الشراكة السياسية والأمنية والاقتصادية التامة مع المحتل، حيث يلتقي كبيرهم محمود عباس كلما سنحت له الفرصة  بكل أطياف دولة الاحتلال، بل ويفاخر بلقاءاته مع رئيس الشاباك واتفاقه معه على 99% من القضايا!

إن الحكام والأنظمة، سواء منهم من أيّد تطبيع الإمارات أو عارضه بدعوى المطالبة بحل الدولتين، سواء في الخيانة، لأن الحقيقة القاطعة أن التطبيع مع المحتل بكل أشكاله وفي كل أوقاته، والاتفاق معه وموالاته، حرام شرعا وخيانة عظمى لأنها تفضي إلى تثبيت هذا الكيان الغاصب في الأرض المباركة وتضفي الشرعية على احتلاله.

لو كانت السلطة مناهضة فعلا للتطبيع وحريصة على فلسطين وأهلها وصاحبة قرار كما تزعم، فلتلغي كل الاتفاقيات الخيانية مع المحتلين، ولتسحب سفراءها من عمان والقاهرة كذلك ولتوقف كافة أشكال التنسيق بالفعل، ولتعلنها مدوية: أن فلسطين تستنصر  جيوش المحررين، وتلعن حشود الرويبضات المطبعين، ولكن هيهات هيهات لها ذلك وهي قد خرجت من رحم هذه الاتفاقيات.

2020-8-17