تعليق صحفي

ماكرون "براقش فرنسا" الذي جنى على قومه بالإساءة إلى الإسلام والنبي الأكرم

 

   لم تكد تنقضي العاصفة التي أثارتها تصريحات ماكرون المأزوم قبل أيام عن "أزمة الديانة الإسلامية" حسب قوله، حتى تلتها حادثة الأستاذ الفرنسي المستفزة بعرض الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وحادثة قتله، وبتوظيف سافر حقير ليثبت فيه ماكرون أنه يميني أكثر من خصومه الانتخابيين، شرعت الدولة الفرنسية بتصعيد الإساءات وزيادة الاستفزازات بالتأكيد على الاستمرار في نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم  لتؤكد بذلك أموراً ثلاثة:

 أولها: أن هذه الإساءة ليست عملاً فردياً قام به سفيه، بل هي سياسة دولة، وذلك حين تتبناها الدولة الفرنسية وتدافع عنها وتصر عليها، بدل أن تأخذ على يد من يقوم بها!

 ثانيها: أن هذه الإساءة ليست حدثاً عابراً، بل هي تكرار متعمد سبق مثيله كما حصل عندما نشرت مجلة "شارلي ايبدو" سيئة الذكر الرسوم المسيئة.

 ثالثها: أن هذه الإساءة للأديان وازدراءها وإيذاء الأمم في عقائدها ومقدساتها وخاصة أمة الإسلام ودينها ليست فلتة فرد، وإنما هي نظرة المبدأ وجوهر العلمانية ومفهوم الحرية عندهم!

وإزاء ذلك نؤكد على حقائق أربع:

أولها: هو الفرق الحضاري الشاسع بين حضارة الإسلام الراقية في التعامل مع معتقدات الأخرين، ولو كانوا في نظرها مشركين، وذلك حين ينص كتابها الكريم على (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، وبين حضارة جعلت من إيذاء الأمم في عقائدها ومقدساتها حرية لها وترى في ذلك حقا.

ثانيها: أنه إذا كانت الخطوط الحمراء للدول الغربية ولفرنسا والدول التي تدخل لأجلها حروبا وتحرك جيوشا تتمثل في نهب برميل نفط أو سرقة منجم من الذهب، فإن الأمة الإسلامية خطها الأحمر الذي دونه الدماء هو عقيدتها و نبيها وإسلامها.

ثالثها: أنه إذا كانت الأمة الإسلامية في غضبتها على السخرية بدينها، بادرت الآن بما تطاله أيديها في التعبير عن سخطها وفي مقاطعة فرنسا اقتصاديا، و دون أن تنتظر من حكامها شيئا أو حتى تنظر إليهم -اللهم إلا نظرتها إلى كل رعديد جبان متخاذل- فإنه لن يطول صبر الأمة على هؤلاء حتى تخلعهم وحينها سترى فرنسا وتعلم كيف يكون الرد من أمة دينها هو أغلى ما تملك.

ورابعها: أنه إذا كان هناك من أساء لنفسه وجنى على شعبه وأوقعهم في أزمة ليخرج هو من أزماته، فإنه رئيس فرنسا وحكامها الحمقى، لأنهم بعنجهيتهم قد استجلبوا لشعبهم عداء أمة طويلة عريضة، وهم بفعلهم الأحمق هذا إنما يستجلبون ردوداً ليدفع ثمنها شعبهم من أمنه واقتصاده، ولو كانوا يقيمون لقومهم وزنا لأدركوا المخاطر ونظروا في العواقب.

 

لقد بدا استياء فرنسا وتأثرها واضحاً من دعوات المقاطعة، ولكنها بعنجهيتها صارت تطالب الحكام بالتدخل لمنع شعوبهم من المضي في المقاطعة واصفة من يقوم بها "بالقلة المتطرفة"! وما ذلك إلا لمعرفتها السابقة بجبن هؤلاء الحكام وذلتهم وهم الذين جرّؤوها من قبل وسكتوا عنها بل وسارعوا فيها وإليها في مرات ماضية يتضامنون معها عندما أساءت، وهم بعنجهيتهم تلك إنما يستعجلون نهايتهم جميعا، هم واتباعهم من الحكام، وإنّ ما عكف عليه أسلاف ماكرون عقودا وقرونا لطمسه في نفوس المسلمين من العقيدة، جاء هذا الأحمق لينفخ فيه الحياة وهو يظن أنه يطفئه بفيه، وإذا به يستثير من الجمر ناراً يُشعل بها جذوة الإيمان في نفوس أمة لطالما عاشت من أجل دينها وماتت في سبيله.

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)