تعليق صحفي

السلطة تسارع الخطى لأحضان كيان يهود...

وجعجعات عباس تأخذها نسمات التنسيق الأمني والسلام المزعوم!

 

قال وزير السلطة الفلسطينية ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، "إنه على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس بشأن التزام (إسرائيل) بالاتفاقيات الموقعة معها"، و"استناداً إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية"، بما "يؤكد التزام (إسرائيل) بذلك، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع (إسرائيل)، كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020".

كما كان متوقعاً، مع فوز بايدن، تعود السلطة بسرعة مخزية لأحضان كيان يهود، هذا على فرض أنها كانت على قطيعة حقيقية معه في ظل إدارة ترامب، وكالعادة فإن هذه العودة تأتي تحت ذات الحجج المفضوحة التي لم تعد تنطلي على أحد؛ من قبيل تعهد كيان يهود بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة معه! ووقف عملية الضم والعودة إلى المفاوضات على أساس القانون الدولي!! فهل فعلاً (إسرائيل) ملتزمة بتلك الاتفاقيات التي أوردت قضية فلسطين المهالك؟! وهل فعلا توقف الضم؟! أم أن كيان يهود يعمل على إيجاد مخرج للسلطة بوعود كاذبة تمكنها من العودة لذروة تقديم الخدمات المجانية لكيانه المسخ، بينما يقوم في ذات الوقت بالضم بشكل عملي على أرض الواقع وبوتيرة متسارعة، كما حصل قبل يومين حيث أعلن كيان يهود عن مشروع لبناء 1257 ‏وحدة ‏استيطانية جديدة في القدس المحتلة؟!

لقد تبخرت جعجعات محمود عباس في شهر أيار والتي أعلن فيها أن منظمة "التحرير" الفلسطينية التي وقعت على اتفاق سلام مؤقت مع (إسرائيل) عام 1993، في حلٍّ من هذا الاتفاق، رداً على إعلان حكومة الاحتلال خطتها أحادية الجانب لضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية في مناطق الأغوار وشمال البحر الميت، وذهبت تهديداته أدراج الرياح مع أول نسمة رياح دافئة!! أما كيان يهود فيستثمر الزمن والوقت والتغيرات السياسية في السيطرة على ما تبقى من الأرض المباركة.

إن السلطة تبرهن يوماً بعد يوم على مدى استعدادها للتنازل والانبطاح للحفاظ على مشروعها الاستثماري ومصالح رجالاتها، وأنها كاذبة في كل مقاطعة وتجميد للتنسيق الأمني "المقدس!" الذي لم يتوقف من تحت الطاولة، والآن سيعود ليكون على ظهرها! وفوق ذلك تثبت السلطة في تصرفاتها أنها تتمتع بغباء سياسي فوق العادة، فتهرع لأحضان كيان يهود منتشيةً بفوز بايدن وحالمة بإحياء مشروع الدولتين! ولو كانت تعقل لعلمت أن بايدن ينظر لها من باب أنها قارب يساعد في حماية حاملة طائراتها-"إسرائيل"-كما وصفها بايدن، أو ناطور يحرس قاعدتها العسكرية المتقدمة!! أو أنها تتجاهل تلك الحقيقة طمعاً في مفاوضات جديدة ومراوغة تعطيها المزيد من الوقت لتحقيق المصالح على حساب أهل فلسطين وعلى حساب القضية والمقدسات!

لقد ثبت لكل سياسي واع ولكل انسان عاقل، أن منظمة "التحرير" ليست أكثر من أداة خبيثة بيد الغرب وكيان يهود لتصفية قضية فلسطين وتضييعها والحيلولة بين الأمة الإسلامية وتبني قضية الأرض المباركة بحجة أنها الممثل الشرعي والوحيد، وهذا يوجب رفع الصوت في وجه السلطة ومنظمة "التحرير"، والانكار على من يريد إحياءها، واستنهاض الأمة الإسلامية وجيوشها ليسقطوا الحكام الخونة ويتحركوا لتحرير فلسطين، ليدخل المسلمون المسجد الأقصى مكبرين مهللين مستبشرين بنصر الله وبشرى نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث قال عليه الصلاة والسلام "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ" أخرجه البخاري.

17-11-2020