تعليق صحفي

الجوائز الدولية أداة للاستعمار وتكريم للمجرمين الدوليين ومنصات للدعاية للباطل وأهله!

 

رُشح جاريد كوشنر ونائبه آفي بيركوفيتش لجائزة نوبل للسلام أمس الأحد لدورهما في المفاوضات التي أسفرت عن إعلان اتفاقيات بين كيان يهود وأربع دول عربية عرفت باسم "اتفاقيات  أبراهام". (رويترز بتصرف).

تُكرّم الشخصيات التي كان لها دور في الحرب على الأمة الإسلامية وترسيخ الاستعمار في بلادنا وتوطيد أركان كيان يهود ومحاولة دمجه في المحيط، فليست هذه المرة الأولى التي يكرم فيها أكابر المجرمين الذين بذلوا جهودهم في قتل المسلمين وشن الحروب عليهم، أو أولئك الذين تعاونوا مع المستعمرين في تنفيذ خططهم في بلادنا من المرتزقة العملاء للاستعمار المروجين لثقافته الحريصين على مصالحه في بلادنا.

فقائمة الحاصلين على ما يسمى بجائزة نوبل للسلام تتضمن إرهابيين حقيقيين كشمعون بيرس وإسحاق رابين اللذين ارتكبا جرائم ومجازر تكاد لا تحصى بحق أهل فلسطين، وأونغ سان سو التي شغلت منصب مستشار الدولة في ميانمار، الذي يعادل منصب رئيس الوزراء في دولة تشن حرب إبادة بشعة ضد المسلمين.

ودون أي خجل أو أي قدر من احترام عقول البشر يحاضر الغرب الاستعماري المتوحش الذي سحق الشعوب ودمر المدن ونهب الثروات وهجر الملايين، يحاضر في السلام ويقدم جوائز تكرم إرهابيين وقتلة ولصوصاً ومرتزقة تحت مسمى جوائز سلام.

فإعطاء كيان يهود جل الأرض المباركة وما صاحب ذلك من قتل ومذابح لأهلها وتهجير وهدم بيوت وتدمير قرى على أهلها ومأساة يومية مستمرة لأهل فلسطين في منعهم من كل مقومات الحياة وانتهاك مقدساتهم، يعتبر في عيون المستعمرين عملا جليلا يستحق الجوائز والتكريم!

إن الرأسمالية التي تقود الدول الاستعمارية وحش يكرس كل أدواته لترسيخ نفوذ المستعمرين في بلادنا وفي العالم عبر أدوات سياسية ودعائية، فالبنك الدولي وهيئة الأمم ومجلس أمنها كلها أدوات لتكريس الاستعمار واستعباد الشعوب ونهب ثرواتهم، والجوائز الدولية ومنها جائزة نوبل للسلام المزعومة أداة من تلك الأدوات لتكريم الطغاة والمجرمين والإرهابيين والمرتزقة وخدام المستعمرين وعملائهم ومنصة للدعاية للمبدأ الرأسمالي الخبيث، ورفع قيمة العملاء وسدنة الفكر الرأسمالي وإشهارهم وجعلهم شخصيات ذات وزن وقيمة.

 

آن للبشرية أن تتخلص من هذا النظام الاستعماري الوحشي وأدواته العالمية التي أعلت من شأن القتلة والمجرمين وأوردت البشرية موارد المهالك والمصائب، وآن للأمة الإسلامية أن تضطلع بهذا الدور فتخلص البشرية من شرور المستعمرين وأدواتهم العالمية.

فالأمة الإسلامية هي المرشحة الوحيدة لإنهاء حقبة الرأسمالية الاستعمارية بما تحمل من رسالة عالمية مستندة إلى الوحي بتشريعات ربانية، تحق الحق وتبطل الباطل وتعلي قيم الرحمة والإنسانية والعدل في العالم.

وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كفيل بوضع حد لهذه الحقبة السوداء في تاريخ البشرية التي يكرم فيها المجرمون والقتلة واللصوص ومصاصو الدماء.

آن لأهل القوة والمنعة وقادة الجند أن يلبوا نداء الواجب الشرعي فيطيحوا بعملاء الاستعمار وأدواتهم ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة؛ لتهدم النظام الرأسمالي وظلمه وتكبّره وتعيد للأرض نور الإسلام وعدله.