تعليق صحفي

ملتقى "التسامح الأخوي" في السودان ثمرة خبيثة لخيانة التطبيع!

على غير العادة، تمركزت مدرعة للشرطة أمام مدخل فندق "كورنثيا" الفخم المطل على النيل الأزرق في الخرطوم، حيث كان يستضيف الفندق ملتقى دينياً شارك فيه يهود سودانيون وحاخام من القدس، وكان الملتقى تحت مسمى "التسامح الأخوي" وبدعوة من البرلماني السابق ورجل الأعمال أبو القاسم برطم.

وبحضور سفيرة النرويج -التي ألقت كلمة في الملتقى- وسفير الأردن، فضلاً عن لفيف من رجال الأعمال بينهم أفراد من الجالية الهندية التي تنتشر في عدد من مدن السودان، وبمشاركة أعلى سلطة في البلاد، حيث ألقت عضو مجلس السيادة الانتقالي رجاء نيكولا عبد المسيح (قبطية) كلمة خلال فعالياته، وكان من اللافت بث كلمتين مشجعتين لتعايش الأديان من الحاخام ديفيد روزون من "إسرائيل" والقس إنغبورغ ميدتوم من النرويج، كما تحدث في الملتقى رئيس مجمع الفقه الإسلامي السابق عبد الرحمن حسن حامد والقس فلو ثاوث فرج.

يأتي هذا الملتقى كثمرة خبيثة للتطبيع بين النظام السوداني وكيان يهود وإن غلف بعناوين وشعارات ضالة مضللة، في خطوة إضافية خبيثة من قبل النظام السوداني بحكومته ومجلسه العسكري لفرض التطبيع على أهل السودان وجعله أمراً واقعاً وطبيعياً بأعمال ونشاطات مختلفة.

إن تنظيم هذا المؤتمر بحضور سفراء من دول عدة منها الأردن التي كان نظامها من السباقين للتطبيع، وأعضاء من المجلس الانتقالي، والاستماع لكلمة يلقيها حاخام حضر من كيان يهود، يظهر مدى الانسجام والتوافق بين الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لترجمة التطبيع مع كيان يهود إلى سياسات ونشاطات فعلية على أرض الواقع، والتعاون فيما بينها لتحقيق ذلك بوسائل وأساليب مختلفة.

إن هذا الملتقى بتوقيته وحضوره والكلمات التي ألقيت فيه، هو مؤتمر تطبيعي، ومن أهدافه الرئيسية دعم كيان يهود ومساعدته على الاندماج في السودان اقتصادياً وسياسياً وثقافياً تحت عناوين إنسانية كاذبة يفضحها المضمون والتصريحات كما هو الحال مع جوديت صالح التي تلت صلوات التوراة في الملتقى وقالت إنها يهودية سودانية ظلت في المهجر سنوات طويلة متنقلة في 11 دولة بوصفها ناشطة في مجال -حقوق الإنسان- والتي تقمصت دور التباكي على اليهود في السودان خلال الملتقى والادعاء أنهم في السابق أجبروا على المغادرة أو تغيير معتقدهم الديني أو إخفاء معتقدهم وأنه يجب على اليهود عدم إخفاء ديانتهم بعد الآن؛ هم بشر ويعشقون التراب السوداني ويجب أن يعيشوا بأمان، ومن ثم كشفت عن وجهها الاستعماري الحاقد بقولها "حبي لأرض الميعاد في إسرائيل لا ينقص محبتي للسودان".

 إن الواجب على أهل السودان أن يتصدوا لهذه الخيانات المتزاحمة بالعمل الجاد على إسقاط نظام الحكم الخائن المطبع وأن يقيموا دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة تحرك الجيش السوداني لتحرير فلسطين واقتلاع كيان يهود من جذوره.

8-2-2021