تعليق صحفي

دعوات تضليلية وردود فعل هزيلة من السلطة الفلسطينية تجاه الاحتلال الغاشم

الحكومة الفلسطينية تطالب بتدخل أممي لوقف اعتداءات المستوطنين، أفاد ذلك رئيس وزراء السلطة محمد اشتية، في كلمة خلال افتتاح الاجتماع الحكومي الأسبوعي بمدينة رام الله وسط الضفة. (وكالة الأناضول)

بلا خجل أو حياء أو عقل، تواصل السلطة عزف السمفونية المعهودة عنها في كل مقام وحال كهذا الذي يمر به أهل فلسطين، فمن جانب تواصل السلطة ارتماءها وتعلقها بأستار الهيئات الدولية والأممية التي يعرف القاصي والداني أنها مؤسسات استعمارية، ولم تكن يوما إلا نصيرة للاحتلال ومعينة للاستعمار على أهل فلسطين وعدوة للمسلمين حيثما كانوا أو حلوا.

والسلطة بتكرارها اللجوء إلى المطالبة بتدخل أممي أو دولي إنما تريد بذلك إفراغ صفحتها أمام أهل فلسطين الذين باتوا يدركون إدراكا مبنيا على الحس المباشر بأنها لا تنكأ عدوا ولا تنصر مظلوما، وكل همها هو الحفاظ على دورها كذراع أمني للاحتلال، إذ تستنفر قواتها وتحشد حشودها لتلبية متطلبات الاحتلال الأمنية بينما تبكي بكاء التماسيح وتعزف السمفونيات الممجوجة دون أن تحرك ساكنا عندما يتعلق الأمر بحماية أهل فلسطين أو الذود عنهم.

بل من كمال السخرية أن يكتفي المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية بتصدير المواقف والتصريحات شأنه شأن المراسل الصحفي والمعلق الرياضي، وكأن انعدام دور السلطة والحكومة أمر مفروغ منه وليس محل بحث أو نقاش!!

السلطة بتصريحاتها ودعواتها للجوء إلى المؤسسات الأممية فوق كونها خطوة لذر الرماد في العيون ولإفراغ صفحتها أمام الجماهير، فوق ذلك هي ترسخ مفاهيم الانبطاح والتفريط وتبعد خيارات التحرير أو التأثير الحقيقي عن الشاشة والساحة والنقاش.

فكان حريا بالسلطة لو كان عندها ذرة من عقل أو إخلاص أن تدعو الأمة وجيوشها للتحرك لنصرة أهل فلسطين ووضع حد لوجود الاحتلال بحد ذاته، ولكن أنى أن يصدر ذلك عن سلطة ما صنعت إلا لتكون أداة تفريط وتصفية لقضية فلسطين!

٢٤-١٢-٢٠٢١