أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي على دعم بلاده للتحرك الفلسطيني الدبلوماسي ‏الحالي دولياً وإقليمياً لإيجاد مسار سياسي يتيح استئناف مفاوضات السلام، وجاء ذلك خلال استقبال السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة شرم الشيخ على هامش منتدى الشباب العالمي الذي انطلقت نسخته الرابعة الإثنين.

 وشدد الرئيس المصري لنظيره الفلسطيني على "ثبات الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، وتسويتها بشكل عادل وشامل، وفق مرجعيات الشرعية الدولية"، بحسب بيان رسمي صادر عن الرئاسة المصرية.

كما تم التوافق في اللقاء على "مواصلة التشاور والتنسيق المكثف، سواء علي المستوى الثنائي أو على المستوى الثلاثى بمشاركة الأردن، من أجل إعادة إحياء عملية السلام"، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حضرا إلى شرم الشيخ تلبيةً لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في انطلاق منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة.

بينما يلهو عباس والسيسي في شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر ويستمتعون بالمناظر الخلابة ويُنَظّرون تحت عناوين الشباب ودعمهم، يقاسي الشباب في فلسطين ومصر البطالة والفقر وسوء الرعاية، وتفتك بهم الهجرة على قوارب الموت التي تارة تنجح في نقل الطاقات والقدرات إلى أوروبا، وتارة تغرقهم في ظلمات البحار في مشاهد مأساوية أبطالها الأنظمة الحاكمة التي نهبت البلاد وسرقت الثروات وأفشلت التصنيع وقتلت الإبداع وضيعت طاقات الشباب!

وبينما يتحدث السيسي وعباس ومبعوث عبد الله -الأمير حسين- عن السلام والشرعية الدولية، يقوم كيان يهود بالبطش بأهل  فلسطين شيبهم وشبابهم وليس آخرها التنكيل بالمسن أسعد ذي الثمانين عاما وقتله بدم بارد في جلجليا برام الله،  ويعلن عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية التي لم تبقِ أرضاً تقام عليها دولة ولا شبه دولة، وليس آخر تلك المشاريع ما يطلق عليه بمشروع القناة السفلية وهو مخطط لبناء 3557 وحدة استيطانية لإحكام الطوق على القدس، فهل بات هذا الكلام المكرر عن السلام ومشروع الدولتين والشرعية الدولية مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي وديكور لتزيين رحلات السياحة السياسية واللقاءات الترفيهية التي يعقدها رئيس السلطة متنقلاً بين دول العالم؟!

إن الشباب في فلسطين ومصر هم كنز ثمين لا يدرك قيمته فرعون مصر الذي ضيعهم وأفقرهم وأغرقهم في البحر الأبيض والأحمر، ولا سمسار فلسطين الذي يهتم برحلاته السياحية السياسية- التي تكلف الكثير من الأموال المأخوذة من قوت الناس ولقمة عيشهم- أكثر من اهتمامه بالشباب ومشاكلهم، بل إن هذا المنتدى هو جزء من برنامج عالمي لضرب شباب المسلمين تحت مسميات التنمية المستدامة والدعم الشبابي والحوار الثقافي والحضاري وغيرها من العناوين، والتي هي في حقيقتها غزو فكري وعلمنة ومسخ للأخلاق وطمس لمفاهيم الإسلام وإثارة للشهوات وتمييع لقضايا الأمة ومنها قضية فلسطين تحت عناوين السلام ونبذ العنف، وهو يأتي بتوجيه من الغرب ومؤسساته الدولية لأنه يدرك أن قضايا الأمة يحملها الشباب وأن الأنظمة العميلة يرعبها الشباب وأن هؤلاء الشباب إن وجدوا دولة ترعاهم وتدعمهم بحق وتأخذ بأيديهم وتفجر طاقاتهم فإن خارطة العالم السياسية سوف تتغير ويصبح رأسها دولة إسلامية قوية تحمل رسالة الإسلام للعالم أجمع، دولة قيادة وتصنيع وتسليح تستند لشبابها في تحطيم الرأسمالية وإنهاء نفوذها وأحلام متزعميها وتقدم نموذجا مضيئا للعالم في جميع المجالات.

12-1-2022