تعليق صحفي

بعد جريمة قتل أبو عاقلة والزبيدي ...هل ما زال هنالك حديث عن السلام والتعايش مع هذا الكيان الوحشي؟!

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الأسير داود الزبيدي متأثراً بجروح أصيب بها قبل يومين برصاص الاحتلال في مخيم جنين، وذلك بعيد ساعات من اقتحام المستشفى الذي يرقد فيه من مستوطنين وعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير احتجاجاً على علاجه.

والزبيدي هو أسير سابق قضى 10 أعوام في سجون الاحتلال، وسبق أن استشهدت والدته وشقيقه خلال اقتحام مخيم جنين عام 2002، وهو شقيق الأسير زكريا الزبيدي أحد الأسرى الذين فروا من سجن جلبوع أواخر العام الماضي قبل أن يعاد اعتقالهم مجدداً.

وقد اقتحم جمع من المستوطنين وعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير مستشفى رمبام في مدينة حيفا، حيث يوجد الجريح الفلسطيني داود الزبيدي، وقال بن غفير إنه وصل إلى داخل غرفة الزبيدي في المستشفى، مشيراً إلى أنه في أي بلد كان من الواجب قتل الزبيدي، لكن هنا يتم علاجه، على حد وصفه، كما تجمع أنصار بن غفير خارج المستشفى وسط حضور كثيف للشرطة "الإسرائيلية" ورددوا هتافات عنصرية من بينها "الموت للعرب".

لم يكتف كيان يهود بجريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة والهجوم الوحشي على جنازتها بشكل كشف حقيقة هذا الكيان ووحشيته للعالم أجمع، وشكل إحراجا للغرب الذي عمل لعقود على تحسين صورته وتغطية إجرامه بحق أهل فلسطين بقشور سياسية وإعلامية، لم يكتف بتلك الجريمة البشعة حتى انتقل لجريمة أخرى لا تقل إجراماً وهي السماح لأحد زعماء المستوطنين وبعض قطعانهم باقتحام مستشفى طبي والسماح لهم بالوصول إلى غرفة داود الزبيدي بحسب زعمهم، ومن ثم الإعلان عن استشهاده.

إن جرائم كيان يهود لم تتوقف في فلسطين منذ إنشائه وخلال إنشائه على أيدي عصابات الهاجانا، وتلك الجرائم تزداد مع الزمن وتتصاعد بسب الدعم الغربي والتواطؤ العربي مع كيان يهود وسكوت المسلمين على خيانة حكامهم، وهو الذي تسبب بتزايد الغرور عند كيان يهود فلم يعد يبالي بأحد وأصبح يترجم موجة التطبيع الأخيرة إلى اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى ومحاولة ترسيخ التقسيم الزماني، واقتحامات متتالية لجنين وسفك الدماء فيها وتصفية المجاهدين الذين اختاروا التصدي له ولجرائمه.

إن اقتحام غرفة مصاب في حالة حرجة وفي داخل مستشفى وممارسة العنتريات فيها هو عمل جبان، ولو علم المستوطنون وقاداتهم أن داود فيه شيء من قوة ما تجرؤوا ودخلوا غرفته ولو كان أعزلا، وهذا يظهر جبن هذا الكيان ومستوطنيه وأنهم أقل مكانة من خوض معركة مع جيش، فكيف بمواجهة أمة كأمة الإسلام!!

إن دماء داود ومن سبقه من الشهداء تلعن كل منسق ومطبع ومهرول للسلام مع هذا الكيان المحتل، وتستنصر أمة الإسلام وجيوشها من قلب جنين ومخيمها، للتحرك لتحرير فلسطين واقتلاع هذا الكيان الجبان من جذوره وتطهير المسجد الأقصى من رجسه وشروره.

16-5-2022