التعاون الأمني الفلسطيني مع السلطات الإسرائيلية وصل حدا لا يمكن تخيله!!...
 
نقلت عدة وسائل إعلام تقريراً صادراً عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها في لندن، يصف فيه تردي الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية وتناغم القمع والبطش والتعذيب الذي تمارسه السلطة مع إجراءات الاحتلال.
 
وجاء في نص التقرير: "أن السلطة الفلسطينية لم تتوقف لحظة واحدة عن ممارسة التعذيب في سجونها، منذ إعلانها وقف التعذيب بداية أكتوبر/تشرين الأول 2009"
 
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته أمس الثلاثاء وتناول سلوك الأجهزة الأمنية بعد إعلان السلطة وقف التعذيب في سجونها "إن السلطة الفلسطينية باتت تستعمل وسائل جديدة في التعذيب أكثر قسوة بالإضافة إلى الوسائل القديمة". وعدد التقرير أساليب جديدة في التعذيب تمارسها السلطة إلى جانب أساليب قديمة، وروت شهادات عديدة لفلسطينيين وقعوا ضحايا لهذا التعذيب.
 
وأوضحت المنظمة في تقريرها، أنها بعثت رسائل إلى رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال برام الله سلام فياض من أجل السماح لوفد من المنظمة بزيارة مراكز الاعتقال في أراضي السلطة الفلسطينية، إلا أنه لم يصل أي رد.
 
وأضافت المنظمة أن سلطات الاحتلال تقوم يوميا بعشرات الانتهاكات بحق المواطن الفلسطيني من قتل واعتقال وتعذيب ومصادرة للأراضي وهدم للمنازل، كما تقوم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية - متناغمة مع هذه الإجراءات- بالاعتقال والتعذيب والاعتداء على المؤسسات المدنية والحريات العامة، في تبادل واضح للأدوار يهدف إلى ضرب الروح المعنوية للشعب ومقاومته المشروعة في سبيل الحرية وحق تقرير المصير.
 
وأكدت أن التعاون الأمني الفلسطيني مع السلطات الإسرائيلية وصل حدا لا يمكن تخيله على حساب كرامة وحياة وحرية المواطن الفلسطيني، مضيفة "أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية -بقيادة دايتون وبدعم عملاء من الاتحاد الأوروبي ووكالة الاستخبارات الأميركية- تنفذ أجندات وسياسات إسرائيلية خالصة حولت حياة المواطنين إلى جحيم مطبق.
 
كما أكدت أن الضفة الغربية أصبحت منطلقا لأنشطة استخباراتية خارجية يتم من خلالها تقديم الدعم المعلوماتي واللوجستي لأجهزة أمنية خارجية من أجل تنفيذ عمليات قذرة ضد المقاومين الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة.
 
****
إن هذا التقرير برغم فداحته وفداحة تفاصيله الواردة في ثناياه يكشف جزءاً يسيراً من ممارسات السلطة تجاه أهل فلسطين، فلقد بات الخبز اليومي للسلطة هو القمع والترهيب والاعتقال والاعتداء الوحشي، كما بات تنغيص حياة الناس بملاحقتهم ضرائبياً وتضييق أسباب العيش عليهم وملاحقتهم في وظائفهم بسبب انتماءاتهم السياسية ديدناً لها، وأهل فلسطين الذين يعيشون المعاناة يدركون هذه الحقائق إدراكياً حسياً وهم في غنى عن أي تقرير يصف لهم ما يعيشون ويكابدون.
 
إن مشروع السلطة أصبح كالشمس في رابعة النهار مجرد يد للاحتلال والقوى الاستعمارية يبطش بها من يشاء ويسخرها كما يشاء، ومجرد أداة أمنية لحفظ أمن يهود، ولا يماري في هذه الحقيقة سوى منافق منتفع أو شريك خائن لأهله وأمته.
 
إن على أهل فلسطين إزاء ما ترتكبه السلطة من جرائم بحقهم أن يكسروا حاجز الصمت فيعلنوا براءاتهم من السلطة كمشروع غربي استعماري وأن يرفضوا مجاراتها في مخططاتهم الجهنمية الرامية لتنفيذ الأجندات الغربية، وأن لا يشاركوها في أفعالها كمشاركتها في الدعوة للتسجيل لما يزعم من انتخابات مقبلة، فهؤلاء قوم مردوا على الخيانة ومن يعرف تاريخهم منذ ما أسموه بانطلاق الثورة إلى يومنا هذا لا يستغرب هذه الفعال القبيحة والإجرامية التي اعتادوا وتربوا عليها.
 
إن فلسطين كالكير، تنفي خبثها وينصع طيبها، ولن يعمر فيها ظالم، وسيأتي اليوم الذي تُخلص فيه فلسطين من احتلال يهود وظلم السلطة وإفسادها، وستحاسب الخلافة القادمة قريباً-بإذن الله- كل من أساء لأهل فلسطين وخان وفرط بأرضها وكان سلماً لأعدائها حرباً على أهلها وستوقع بهم أشد العقوبات ولن تغفر لهم جرائمهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة أو بأعمدة المسجد الأقصى. وإن هذا اليوم بات أقرب من طرف العين لو كانوا يعقلون.
 
10-3-2010