اعتقل جهاز الأمن الداخلي التابع لسلطة حماس في غزة مجموعة من المجاهدين أثناء تحضيرهم لتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال، وبناء على بيان للجهاد الإسلامي فإن أفراد المجموعة قد تم معاملتهم معاملة السجين الجنائي، ولم يطلق سراحهم إلا بعد أن طلب منهم التوقيع على تعهد بعدم القيام بأي عمل ضد الاحتلال وذلك للحفاظ على التهدئة غير المعلنة مع الاحتلال، وكان محمود الزهار القيادي في حركة حماس قد وصف الصواريخ التي تطلق على المحتلين بأنها مشبوهة وتخدم العدو.
=============================
لم تكن هذه المرة الأولى التي تحتجز فيها سلطة حماس مقاومين، فقد سبق واحتجزت مقاومين نجوا من قصف غادر بينما فاضت أرواح إخوانهم إلى السماء، وقد سبق أن منعت سلطة حماس عدة مجموعات من تنفيذ عمليات أو إطلاق صواريخ، وقد تحوّل جنودها الشجعان إلى حرّاس للحدود في مشهد مأساوي يندى له الجبين، يفرض على مخيلتك مشهد أفراد سلطة عباس وعرفات عندما كانوا في غزة يحمون المستوطنات بحجة المصلحة الوطنية العليا، ويستدعي من الذاكرة مشهد جنود النظام المصري والنظام الأردني على الحدود مع قتلة الأنبياء ومدنسي أرض الإسراء.. ولم تعد مثل هذه الأعمال سرًا يُخشى أن يُذاع.
 وقد أصدرت وزارة التخطيط في سلطة حماس يوم الاثنين 12-4-2010م تقريراً حول إطلاق الصواريخ قالت فيه : أن وقف إطلاق الصواريخ في المرحلة الراهنة مصلحة وطنية ومطلب شعبي وضرورة أخلاقية وعسكرية واقتصادية واجتماعية ونفسية.!! وكأن إطلاق الصواريخ يعتبر أم الجرائم.!
 
وتبرر سلطة حماس هذا الكلام حول الصواريخ ومطاردة المقاومين بمبررات منها أن هذه الصواريخ تفسح المجال أمام الاحتلال ليصرف أنظار الإعلام عن كل ما يجري في القدس من جرائم وتواطؤ، وإعطاء زخم لموقف الرباعية. كما ورد بالحرف على لسان محمود الزهار. وأن إطلاق الصواريخ قد يجر حربًا جديدة على غزة وقد اجتمع رئيس وزراء سلطة حماس بالفصائل تحت ستار الحفاظ على التوافق بعد عملية استدراج وقتل لجنود شرق خانيونس وقال أن هذا التوافق لحماية شعبنا وتعزيزًا لوحدته. فالتوافق هو على استمرار منع إطلاق الصواريخ خوفًا من ردة فعل الاحتلال.
والحقيقة أن الهدف الحقيقي من وراء هذه التصريحات وهذه الأعمال هو الحفاظ على حكم حماس في غزة والثمن الإجباري هو ضمان أمن الاحتلال وحراسة حدوده، تماما كما حصل مع سلطة فتح في الضفة الغربية، وقد أشار التقرير المذكور حول إستراتيجية حماس بشأن الصواريخ إلى ذلك إشارة سريعة فقال: "بالإضافة إلى خيارات الحركة في المرحلة الراهنة وأنها تمتلك خيارات ديناميكية، تتمثل في تثبيت الحكم على الأرض..". !!
إن سير حماس في سكة الحكام وسكة المؤسسات الدولية سيوصلها إلى نهاية محتومة لا نرضاها لها، وإن أعظم ما نمتلكه هو مبدأنا وقيمنا وأحكامنا الشرعية فإن فرطنا في جزء منها فقد ضعنا وأضعنا تضحياتنا، وإن طريق تحرير فلسطين لا يمكن أن يمر عبر الأنظمة التي تركت فلسطين لقمة سائغة ليهود بل وتحمي كيانهم وتعترف بحقه في أرض الإسلام، سواء في ذلك من يسمون معتدلين وممانعين فمشكلتهم مع كيان يهود مشكلة حدود لا مشكلة وجود، ولا يمكن أن يمر عبر استرضاء الدول الاستعمارية المجرمة والتعاون معها واستقبال مبعوثيها سرًا وعلنًا سيرًا على خطى عباس.
لقد نصحنا وحذّرنا من الدخول في الانتخابات وفي السلطة التي أنشأتها الدول الكافرة، ولا زلنا نستصرخ المخلصين منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج من هذا المأزق المحبوك بمخرج يرضي عنهم ربهم ويجمع الناس حولهم.
 
(وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73)
 وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً)
13-4-2010م