أرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة إلى أهل فلسطين ردا على رسالة توجهت بها حملة شعبية نسق لها د.صبري صيدم تدعو إلى "إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة ونصرة حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستقلاله " بحسب المصدر.
وقد جاء في رسالة أوباما أن "الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بحل الدولتين وأنها ستحرص على تحقيق مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني، مؤكدا على التزامه شخصيا بتحقيق السلام والأمن والرخاء في المنطقة وأن الإدارة الأمريكية بكاملها تعمل بجد ودون توقف لإنجاح جهود السلام بدءا بالرئيس وصولا إلى وزيرة الخارجية كلينتون ومبعوث السلام ميتشل".
*********
شتان بين عهد قادة الأمة الأوائل و"القيادات" الحالية التي يشبه حالها أحوال المقودين على أفضل تقدير والتي ضيعت الأمة ورهنت قضاياها بيد أعدائها.
 ففي زمان غير هذا الزمان وعندما كان للمسلمين قائد ودولة، كان الخلفاء والحكام هم المسئولون عن العلاقات الخارجية التي كانت تقوم على أساس نشر الإسلام والدعوة بالجهاد، وكذلك الذود عن حمى المسلمين في الداخل والخارج. وكانت الدولة برمتها تقوم على الإسلام، والحاكم هو المطبق لهذا المبدأ في صورة متكاملة وانسجام كبير بين الأمة وحكامها.
ومن ذلك ما جرى من مواقف شتى امتدت من حكم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أواخر الخلافة العثمانية، فمن إرسال الرسل للملوك ودعوتهم للإسلام بشكل قوي، إلى خطابات التهديد لكل من تجرأ على كيان الدولة.
فترى الخليفة يرسل الكتب إلى رؤساء الدول الكافرة ولا يملك أولئك إلا الرد بإحسان، ومن أساء الرد قلب له ظهر المجن حتى يعود ويعلم كيف يكون التعامل مع المسلمين وخليفتهم، فذاك هارون الرشيد وذاك المعتصم، بل إن الخلافة كانت ملاذاً للكافرين يستنجدون بها لفك أسر ملوكهم وما حادثة سليمان القانوني وتخليصه لملك فرنسا من الأسر عنا ببعيدة.
أما اليوم فالحال أن الأمة قد أورثت بعد هدم الخلافة حكاما أقوياء على أمتهم، جبناء على أعدائها بل خدم لهم، فترى الحكام، ومنهم السلطة الفلسطينية كعينة مصغرة، يستجدون من القوى الغربية الاستعمارية كل الحقوق لعلهم يأخذون بعض الفتات يبقيهم ليستمروا أكثر في غيهم وتغريرهم بالأمة!!
إن ارتماء السلطة والحكام على أعتاب البيت الأبيض قد أوهم البسطاء والمغرر بهم بأن مفاتيح حل قضية فلسطين بيد أمريكا، وأنهم لن يجنوا شيئا من حقوقهم سوى باللجوء إليها، ناسين أو متناسين أن أمريكا هي العدو وأن الكيان اليهودي هو قاعدة متقدمة لها. ومغفلين أن أهل فلسطين جزء من أمة تمتد من المغرب إلى اندونيسيا، وأن أمريكا التي يطرقون أبواب عطفها هي من قتلت أخوتهم في العراق وأفغانستان وأنها لا زالت تحتل أرضهم وديارهم وتنهب أموالهم، بل إنها من تساند يهود في كل المحافل وتمدهم بالمال والعتاد وتوفر لهم دوما الغطاء لجرائمهم، فهل يستجار من الرمضاء بالنار؟! ما لكم كيف تحكمون.
إن الأمة اليوم قد تفوقت على حكامها، وهي في صف متقدم في مواجهة أعدائها، وما تلك المحاولات التي تسعى لإظهار الأمة في صف مساند لحكامها "مثل الرسالة المذكورة" سوى محاولات فاشلة، فالأمة اليوم في واد وحكامها في واد آخر، فهي تدرك مدى ارتباط هؤلاء الحكام بالقوى الغربية الاستعمارية ومدى تآمرهم عليها وعلى قضاياها.
إن الأمة أوشكت أن تملك زمام أمرها فتنزع تلك الأنظمة التي كانت سببا في ذلتها وانحدارها، لتعود الأمة فتحكم بمبدئها ويتولى أمرها حكام من جنسها يعرفون كيف يخاطبون العالم بالخطاب القوي الحازم، ويكونون أول الأمة في القتال والزحف على الثغور وليس أولها في الفرار والاستجداء على عتبات محافل الكفار. بل وتعود الأمة لتكون ملاذاً للخائفين والمستضعفين وحاملة للواء الحق والعدل.
20-9-2010م