في تصريحات نقلتها وكالات عدة، وفي لقاء له مع زعماء يهود أمريكيين، قال فياض انه يرفض العنف وأن السلطة الفلسطينية تسعى إلى إلغاء التحريض ضد "إسرائيل".
وقال فياض انه يجب معالجة العنف بغض النظر عن وضع عملية السلام، مشيراً إلى أن الأمن مصلحة حيوية للجانبين "الإسرائيلي" والفلسطيني ومن يستخدمون العنف لدعم أجندتهم يجب أن يحاكموا ويعاقبوا.
ورداً على سؤال عن استمرار التحريض ضد "إسرائيل" واليهود في الكتب المدرسية ووسائل الإعلام بالضفة الغربية، قال رئيس الحكومة الفلسطينية أن حكومته التزمت بتحقيق بيئة خالية من التحريض.
وأضاف: لا أعتقد أننا فعلنا كل شيء ممكن ولكننا نحاول. التحريض مشكلة ونحن نعترف بذلك، مشدداً على أن استخدام أماكن العبادة لنشر الكراهية مرفوض.
*****
لقد فضح فياض سلطته وأماط اللثام عن إجراءاتها القمعية بحق المساجد، والتي حاولت تغليفها كذبا وزوراً بفتاوى من مشايخ السلطة، كما كشفت هذه التصريحات عن كذب إدعاءات الهباش التي زعم فيها أن إجراءات وزارة الأوقاف الأخيرة هي إجراءات تنظيمية فإذا بها أوامر أمريكية يهودية لحرب كل من "تسول" له نفسه أن ينبس ببنت شفة تجاه يهود أو حتى تجاه جرائمهم.
إن الحديث عن التزام السلطة ببيئة خالية من التحريض يفسر إجراءاتها القمعية التي امتدت لتصل إلى تيارات منظمة التحرير وكل من يتحدث برأي سياسي يعارض فيه السلطة أو يدعو فيه أو يلمح إلى المقاومة أو الكفاح المسلح، بل إن فياض عدَّ الكفاح المسلح، الذي طالما تغنت به منظمة التحرير والذي كانت "تراه" طريقاً للتحرير، عنفاً وجريمة يجب أن يعاقب مرتكبيها أشد العقاب، وأكد فياض على اجتهاد سلطته لتحقيق ذلك في كل الظروف معتبراً أن تحقيق "الأمن!" مصلحة حيوية للطرفين بغض النظر عن مصير عملية السلام، وفي ذلك رسائل تطمئن يهود وتشجعهم على البطش بأهل فلسطين.
كما أن الحديث عن أن المساجد -التي هي منابر من نور وفيها يصدع بقول الحق وسط هذا الباطل المستشري- من أنها تستخدم لبث الكراهية، هو جريمة بحق بيوت الله، وتعدي على شرع الله وآياته، فآيات الله التي تتلى والتي تبين صفات يهود وإجرامهم، وتبين وجوب مقاتلتهم باعتبارهم محتلين لأرض الإسراء والمعراج هو تحريض على العنف من وجهة نظر فياض وسلطته يجب منعه من المساجد وشطبه من مناهج التعليم وملاحقة ناشريه من وسائل الإعلام!!!
فمن ذا الذي يستوجب الوقف والتصدي والملاحقة؟! هل هم من يصدعون بالحق ومن يبينون للأمة أحكام دينهم ومنها جرم المفاوضات مع يهود وحرمتها ووجوب تحرير الأرض المباركة؟! أم من يقتل ويشرد ويسرق الأرض وينتهك العرض ويدنس المقدسات ويسلط مستوطنيه على أهل فلسطين المساكين؟! أم أن السلطة باتت خط الدفاع الأول والثاني والثالث عن كيان يهود؟!!! (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)
لقد بلغت السلطة في تآمرها على أهل فلسطين وخضوعها لأمريكا وكيان يهود مبلغاً عظيماً، ولقد غدت على الحقيقة شركة أمنية أمريكية يهودية، فهل بقي لكل من يبرر أفعالها وجرائمها ويسايرها من أبناء التنظيمات الفلسطينية من عذر يعتذر به أمام الناس وأمام رب العالمين؟!
إن واجب أهل فلسطين أن يفشلوا مشاريع السلطة التآمرية، وان لا يسمحوا لها بتنفيذ أجندات أمريكا ويهود عليهم لا سيما تلك المتصلة ببيوت الله وشرعه، وعلى المسلمين جميعاً وهم يشاهدون أهل فلسطين يكتوون بنار يهود وبطشهم وبتخاذل وتآمر السلطة عليهم أن يهبوا لنجدتهم ونصرتهم، فأهل فلسطين هم أخوتهم، وفلسطين هي أرض مباركة للمسلمين جميعاً وفيها مسرى نبيهم ومنها معراجه وفيها قبلتهم الأولى.( إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ)
 
23-9-2010م