طمأنت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون رئيس وزراء دولة الاحتلال اليهودي نتنياهو إلى أن حاجات كيانه الأمنية "ستؤخذ في الاعتبار بشكل كامل" في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين، حسب ما نقلت وكالات الأنباء، واختتمت كلينتون ونتنياهو جولة ماراثونية من المحادثات في نيويورك يوم مساء الخميس بإعلان قوي "بالتزام واشنطن الراسخ بأمن إسرائيل والسلام في المنطقة".
وجددت كلينتون القول بأن محادثات السلام -التي وصلت إلى مأزق بسبب مسألة البناء الاستيطاني- ما زال بالإمكان أن تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجوار "إسرائيل" التي يكون لها "حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات اللاحقة وتفي بالحاجات الأمنية الإسرائيلية".
***
إن أمريكا التي رعت هذا الكيان اليهودي منذ نشأته تدرك حاجاته الأمنية وتؤكد له حفظها، لأن أمن الاحتلال هو مصلحة أمريكية، كما عبّر ساسة أمريكا في أكثر من مناسبة. ولذلك فإن المشروع الأمريكي القائم على حل الدولتين: هو في الحقيقة مشروع الدولة اليهودية التي يكون بجوارها كيانا مسخا تكون مهمته القيام بالأعمال الأمنية القذرة لحفظ أمن الدولة اليهودية، وها هي كلينتون تؤكد هذه الصورة لنتنياهو من جديد.
وإن من يفقه طبائع الشعوب، يدرك أن العقيدة التي تحرك ساسة يهود هي عقيدة أمنية بالدرجة الأولى، وهي تقوم على الحرص الشديد على حياة، أي حياة،{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} ولذلك فقد ظلّت المتطلبات الأمنية رأس الهرم في كل حوار سياسي تنخرط فيه دولة الاحتلال اليهودي، وهي من هذا الباب لا زالت تحرّض على إيران فيما يتعلق بالسلاح النووي، خشية أن تقبض على مفاتحه أيد متوضئة تدرك كيفية استخدامه لخلع هذا الكيان اليهودي من جذوره.
ومن هذا الباب أيضا أخرجت دولة اليهود سلطة أمنية تسمّى فلسطينية، بينما هي مشروع أمني خالص لحفظ أمنها، حتى صار جيش الاحتلال يدرس عدم القيام باجتياحات جديدة، أو دخول مناطق السلطة الفلسطينية بعدما نجح هذا المشروع الأمني بتنفيذ تطلعات الكيان اليهودي الأمنية. وخصوصا بعدما تخرجت قواته على أيد جنرالات أمريكية.
فهل يعقل من يصرخون بلا وعي أنهم يسيرون لتحقيق مشروع وطني لفلسطين ليدركوا أن هذا اللهث خلف أمريكا هو لتحقيق مشروع أمني للاحتلال بلا أدنى ريب؟
12/11/2010