خلال استقباله لعمداء شؤون الطلبة ورؤساء مجالس الطلبة في الجامعات، وأمناء سر الأقاليم في الجامعات بمدينة رام الله الثلاثاء قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه "ليس لدينا ثروات طبيعية، ولكن لدينا الإنسان، ونحن حريصون على تنمية قدراته".
وقال عباس "إننا نعمل بكل طاقاتنا من أجل تثبيت المواطن الفلسطيني على أرضه وحقنا في أرضنا للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
*****
بالرغم من أن تصريح عباس هذا جاء في لقاء مع رؤوساء مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية مما يجعل أقواله لا تعدو أن تكون للاستهلاك المحلي وللعنتريات الفارغة في ظل فشل السلطة المدوي على كافة الأصعدة، بالرغم من ذلك إلا أن الأسباب الحقيقية التي تدعونا للتعليق على هذه التصريحات هو ما تمارسه السلطة من أفعال كفيلة بتهجير أهل فلسطين وإفراغهم منها في توطئة لتنفيذ أجنداتها التفريطية.
إن السلطة بما يشاهده ويعايشه أي مواطن من أهل فلسطين البسطاء دون ان يكون من الطغمة الحاكمة المنتفعة والاستثمارية، يشاهد بأم العين تلك السياسات الممنهجة التي أثقلت كاهل الناس وضيقت معيشتهم وسدت أفق العيش في وجههم حتى باتت الهجرة لطلب لقمة العيش في بلدان الخليج او حتى الهجرة لبعض الدول الغربية هي الملجأ الوحيد المتاح امامهم.
ومن هذه السياسات الممنهجة على سبيل المثال لا الحصر:
1.       البطش والقمع السياسي الذي تمارسه السلطة تجاه أهل فلسطين حماية لكيان يهود وتنكيلاً بكل من يقف في وجه سياساتها التفريطية التي ألقمت وشرعت احتلال يهود لفلسطين. وسجون السلطة وآلاف حالات الاعتقال التعسفي والجائر وحالات التعذيب التي حطمت الأرقام القياسية وفاقت معتقلات يهود وحتى سجن غوانتنامو شاهد على ذلك.
2.       احتكار الوظائف الحكومية وعدم توظيف أي شخص يخالف نهج السلطة السياسي، وعدم اعطاء الأجهزة الامنية لكثير من أصحاب المصالح والمحال التجارية المعارضين لسياسة السلطة شهادة حسن السير والسلوك ومساومتهم لكثير من الناس بهذا الخصوص، علاوة على المحسوبية والواسطة التي تتفشى في كل مؤسسات السلطة بلا استثناء.
وقضايا فصل المدرسين وعدم تنفيذ مقررات المحكمة العليا بهذا الخصوص شاهد على ذلك.
3.       التضييق على الناس في أقواتهم ومعيشتهم حيث باتت الضابطة الجمركية والضرائب كابوساً يؤرق مضاجع التجار وباتت الضرائب التي تقتطعها السلطة دون حق ودون ان تقدم للمواطن أي خدمة تذكر مقابل اقتطاعها لهذه الأموال عبئا ثقيلا على المواطن الذي يكابد لتحصيل لقمة عيشه. بل إن الاموال التي تقتطعها السلطة من الناس تسخرها للإنفاق على الأجهزة الأمنية التي تبطش بهم.
كما ان السلطة وعبر سيرها في مخططات الخصخصة لكثير من المرافق الهامة والعامة تسعى لإلقام أهل فلسطين لطغمة من أصحاب رؤوس المال الجشعين الذين يوالونها سياسياً والذين ينتفعون من مشروع السلطة الاستثماري.
هذا غيض من فيض ومجرد اشارات تعبر عن الواقع ولا تصفه من شدة هوله وقبحه، وهي اشارات تؤكد ان السلطة تسعى لتضييق العيش على أهل فلسطين ليخضعوا لها وليرضوا بمشاريعها التآمرية التفريطية ومن لم يعجبه ذلك فأبواب الهجرة مشرعة –كما يصرح بذلك ضباط الأجهزة الامنية للمعتقلين لديهم- ناسين أو متناسين أن هذه الأرض المباركة لها أهلها وأن مشروع السلطة هذا هو مشروع دخيل عليهم وأداة من ادوات الاستعمار وأن السلطة ومن يقف خلفها من امريكان وأوروبيين ويهود لن يقدروا ان ينزعوا أهل هذه الأرض منها فكل شبر من هذه الأرض المحتلة من بحرها إلى نهرها قد ارتوى من دماء اجدادهم الصحابة العظام وأن المسلمين سيزحفون قريباً حال قيام الخلافة نحو فلسطين فيحررونها وينتزعون كيان يهود والنفوذ الاستعماري وادواتهم من هذه الأرض الطهور كما تنتزع الأصطفلينة.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
12-1-2011م