لم يكتف النظام الليبي بما يرتكبه من جرائم ومجازر بحق أهل ليبيا العزّل، حيث جلب المرتزقة وأطلق لهم العنان ليقتلوا ويقنصوا ويعيثوا في الأرض الفساد دون أن يراعوا حرمة أو دماً حراماً أو شيخاً كبيراً أو طفلاً صغيرا، لم يكفه ذلك حتى خرج علينا ابن القذافي المشبوه ليزبد ويعربد ويستقوي بالقوى الاستعمارية ويخّوف الناس منها.
إن خروج ابن القذافي المشبوه ذي العلاقة الغرامية مع ممثلة "إسرائيلية"، وهو لا يشغل أي منصب رسمي ليخاطب الناس بل ويهددهم يعكس مدى احتقار القذافي للناس واستخفافه بهم، فمن هو هذا الوضيع المشبوه ليخرج فيهدد ويعربد ويتحدث عن مصير البلاد والعباد بل وعن تطلعات الناس نحو الإسلام؟!!
لقد حذر ابن القذافي المشبوه فيما أزبد، من أن حلف الناتو وأمريكا وأوروبا لن تسمح بإقامة إمارة إسلامية في ليبيا وستقدم على احتلالها للحيلولة دون ذلك، مستشهداً بما حدث في الصومال وأفغانستان. كذلك حذر ابن علي ومبارك من قبله!!
إن تحذيرات ابن القذافي المشبوه هذا تدل على أن خشية الحكام ومن يقف خلفهم من قوى استعمارية إنما هي من صعود الإسلام الذي بات مطلب الأمة ومهوى فؤادها ومحل تطلعها، كما أن هذه التحذيرات تؤكد المؤكد من كون هذه الأنظمة هي راعية لمصالح القوى الاستعمارية في بلاد المسلمين ومستأمنة عليها من قبلهم، لذا فهم يرعون وجودهم في الحكم، فحكام ليبيا وأمثالهم هم من يحققون الرضى لأمريكا وأوروبا.
يخرج ابن القذافي المشبوه ليحذر المسلمين من الناتو وأمريكا وأوروبا ظناً منه أن الأمة لا زالت تخشى تلك القوى الهمجية أو أنها ترتعد فرائصها من ذكرها، متغافلاً أنه هو وأباه خطيئة من خطاياها وأداة من أدواتها الصماء. ومتغافلاً كذلك أن نظام الحكم المتعفن في ليبيا قد مكّن أمريكا وأوروبا بالفعل من احتلالها عبر مرتزقته، فنهبت تلك القوى الاستعمارية خيرات ليبيا عبر عقود وتحكمت بها وبقرارها السياسي.
إن نظام الحكم المتعفن في ليبيا والموالي للقوى الاستعمارية -التي يزعم مناوأتها زوراً وبهتاناً بل هو اداة لها- قد سلمّ الكافرين سلاح ليبيا، وألقمهم حقول نفطها ودفع لهم المليارات من قوت أهل ليبيا وطعامهم، وعاث فيها الفساد طوال أربعين عاماً وضيّق على الناس عبادتهم بل وقتل وأعدم حملة الدعوة الساعين لعزة الأمة عبر إقامة الخلافة.
إن ما يدور في ليبيا هو ثمرة من ثمار رياح التغيير ومصير محتوم لأنظمة انسلخت عن الأمة وعقيدتها، فلقد أزف الرحيل لهؤلاء الطغاة كافة وتساقطت أحجار الدومينو، وقربت شمس الخلافة على البزوغ بإذن الله.
إن الخلافة التي حاربها النظام الليبي وتقاطرت على حربها أنظمة البلاد الإسلامية والعربية قاطبة، باتت مهوى فؤاد الأمة وأمنيّتها، والأمة حتماً ستكمل مشوار التغيير الذي بدأته لتحقق التغيير الجذري والحقيقي عبر إقامة الدين وتوحيد المسلمين في كنف الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي ستعيد للأمة كرامتها وصدارتها للأمم وتحرر ديارها المحتلة وتحرر فلسطين.
 
21-2-2011