تعليق صحفي
مناهج التعليم الفلسطينية محل انتقاد من قبل الباحثين
وصفت الباحثة التربوية والأكاديمية في جامعة القدس المفتوحة الدكتورة سائدة عفونة نظام التعليم في المدارس الفلسطينية بـ"المتردي والخطير".
 
وكشفت الباحثة عفونة لبرنامج رأي عام الذي ينتجه تلفزيون "وطن" ويقدمه الإعلامي علي دراغمة أنّ نسبة كبيرة من طلبة الصفوف الأساسية في المدارس الفلسطينية لا يستطيعون القراءة والكتابة والحساب، وقالت إن "40% من طلبة وطالبات الصف الرابع الابتدائي في المدارس الحكومية لا يقرأون ولا يكتبون ولا يحسبون".
 
بعيداً عما يمكن أن يخوض به المدافعون عن المناهج الفلسطينية حول مدى دقة الإحصائيات الواردة أعلاه، فإنّ المشاهد والمحسوس أنّ هناك تدنياً وتراجعاً ملحوظاً في التحصيل العلمي لطلاب المدارس، الأمر الذي يدركه عموم الناس في فلسطين.
هذا علاوة على الأفكار الخاطئة والمغلوطة التي تدس في الدسم في المناهج التربوية الثقافية، مثل كتب التربية الاسلامية والتربية الوطنية والمدنية وغيرها.
 
كما لا يخفى على أحد أنّ مناهج التعليم صيغت تحت رعاية غربية وإشراف من قبل من يسمون بالمانحين، الذين لا يكترثون بالتحصيل العلمي لأبنائنا بل يسعون لتجهيلهم، كما راعت تلك المناهج الاتفاقيات الباطلة الموقعة مع كيان يهود واستبعدت الآيات والاحاديث التي تتحدث عنهم وعن وجوب قتالهم وإخراجهم من أرض فلسطين، وذلك سعياً لتحقيق المتطلبات الأمريكية بوقف "التحريض".
 
إنّ هذه الآثار الكارثية للمناهج الفلسطينية تدل على مدى الواقع المأساوي الذي أوصلت السلطة أهل فلسطين إليه، فهي لم تكتف بالتآمر السياسي والتفريط بأرض الاسراء والمعراج، ولم تكتف بالتضييق في الجوانب المعيشية من فرض الرسوم وملاحقة التجار وإرهاق كاهل الناس بالضرائب، بل تعدى الأمر إلى تجهيل أبنائنا علمياً وتحميلهم الأفكار المسمومة والعلمانية التي يراد منها أن تجعل منهم مقلدين للغرب الرأسمالي، يرون فيه القدوة والأسوة بدل أن يكونوا شخصيات إسلامية مميزة، تبدع في العلوم وتحمل الإسلام نوراً وهداية للعالمين.
 
إنّ المناهج الفلسطينية كان همّها الاول هو تلقين أبنائنا العلمانية (عقيدة فصل الدين والحياة)، وكان الجانب العلمي ثانوياً فيها، بل إنّ الجانب العلمي في المناهج الفلسطينية أعقد مما يستطيع معظم الطلاب فهمه أو استيعابه، علاوة على ضعف صلته بالواقع وبالبيئة العلمية للطلاب وهو ما  أدى إلى ضعفهم وتجهيلهم، وما هذه الإحصائيات إلا شاهد على ذلك.
 
وهو ما دفع ّ حزب التحرير في فلسطين إلى تحذير أهل فلسطين من مخاطر المناهج الفلسطينية على أبنائهم في كتاب أصدره عام 2004، دعا فيه أهل فلسطين أن يضعوا حداً لإفساد هذه المناهج، وحمّلهم فيه أمانة وقف تعليم هذه المناهج لفلذات أكبادهم، ودعاهم ودحض ما فيها من مغالطات ورفضه، وحثهم على مؤازرة العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة التي تطبق الإسلام وترفع شأن العلم وتخرج الشخصيات الإسلامية الفذة التي تبدع في كل الحقول.
27-3-2011